رغم أن أي شخص يتأثر جراء نظرته إلى أزمة من يحتاج إلى مساعدة، إلا أن المخاطر التي تتعرض لها شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة أكبر، فالصعوبات التي تخلقها الحرب والكوارث وغيرهما من المخاطر, تزيد من الحواجز الجسدية وصعوبات التواصل وغير ذلك من العقبات التي تدخل هذه الفئة دائرة المعاناة، لذا يجب تثقيف وتوعية المجتمع للتركيز على هذه الفئة..

وسط مشهد النزاعات والحروب والكوارث التي تشهدها بعض دول العالم، يعاني المعنيون بها من مرارتها في شتى مناحي الحياة المختلفة, وبالأخص ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يعانون ويلات مضاعفة من تحديات تواجههم وصعوبات في التواصل بسبب إخفاق الحكومات والجهات المانحة ووكالات الإغاثة الإنسانية لناحية ضمان معالجتهم واعتبارها أولوية.
رغم أن أي شخص يتأثر جراء نظرته إلى أزمة من يحتاج إلى مساعدة، إلا أن المخاطر التي تتعرض لها شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة أكبر، فالصعوبات التي تخلقها الحرب والكوارث وغيرهما من المخاطر, تزيد من الحواجز الجسدية وصعوبات التواصل وغير ذلك من العقبات التي تدخل هذه الفئة دائرة المعاناة، لذا يجب تثقيف وتوعية المجتمع للتركيز على هذه الفئة لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث وسبل مواجهتها والتقليل من مخاطرها.
إن المجتمع اليوم بحاجة إلى تعاون القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني, من أجل تعزيز التسهيلات الخاصة لذوي الاحتياجات، مع الأخذ بعين الاعتبار أيضا التكنولوجيات المساعدة والميسّرة لاستخدامها ولا سيما المتعلقة بالتعلم المفترض على كيفية مواجهة أخطار الكوارث.
من الأهمية إقامة مراكز متخصصة لهذا الغرض, وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة حول الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وطبيعة الإعاقة لديهم. والأدوات المساعدة المستخدمة وعنوان السكن, وطرق التواصل معهم لتوفير الحماية لهم في حالات طلب النجدة وفي الحالات الطارئة. بالإضافة إلى تدريبهم عمليا على كيفية التصرف والاستجابة الطارئة واعتماد ثقافة التعامل مع المخاطر كدليل في الحالات الطارئة.
وكذلك يجب إجراء تدريبات خاصة للموظفين والمتطوعين وأفراد الشرطة. وتعريفهم على فئات الإعاقة والحاجات الخاصة لكل فئة في حالات الكوارث لوقايتها من الأخطار. وتوفير سبل الحماية والرعاية لها من مخاطر الكوارث. والحض على التدريب إزاء كيفية التعامل والتواصل مع فئة المعوقين سمعيا واستخدام لغة الإشارة. وتنظيم حملات توعوية وورش تدريبية حول قضايا الأمن والسلامة في المدارس والمؤسسات.
إن من أهم التطبيقات المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة هي توفير برمجيات مبتكرة ضمن الهواتف الذكية, وتخصيص رسائل الوعي والتأهب وفقا لنوع الإعاقة, كتقنية الرسائل بتطبيقات وأدوات التعرف على لغة برايل وهو نظام الكتابة المكتوبة للمكفوفين أو لضعاف البصر عن طريق اللمس, تنبيهات السلامة باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية, وإنشاء مواقع إلكترونية معدّة خصيصا لهذه الغاية وتطبيقات وأدوات تكنولوجيا مساعدة تساهم في التنبّه والإنذار المبكر والاستجابة الطارئة. إضافة إلى المنازل الذكية المزودة باحتياجات هذه الفئة من إنارة، وعوامل الأمان عبر الكاميرات للمراقبة، إضافة إلى تزويدها بأجهزة الاستشعار عن بعد ونظام تشغيل الإنذار التلقائي وطلب المساعدة.
ثمة ضرورة ملحة في إطلاق دعوة للحكومات من أجل ضمان سلامة ذوي الاحتياجات الخاصة في حالات الخطر والطوارئ, وتأمين مبانٍ مهيأة لكافة أنواع الإعاقة للعاملين والموظفين ضمن هذه الأبنية. وتوفير الاحتياجات والمساعدات ومعدات الأمن والسلامة ووسائل النجاة المناسبة لهم, للتمكن من مساعدتهم في حالات الطوارئ وتقليل نسبة تعرضهم للمخاطر والحد من الكوارث المحتملة.

سهيلة غلوم حسين
كاتبة كويتية
[email protected]
انستجرام suhaila.g.h تويتر suhailagh1