[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/07/yy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. صلاح الديب[/author]
” ..لو أيقن الجميع أن من يؤدى ما عليه من واجبات هو فقط من يحصل على حقوقه وأن من يخفق في أداء واجباته لا يحصل على أي حق من حقوقه لسعى الجميع صغيرهم قبل كبيرهم للسعي بكل جد وإخلاص على الانتهاء من كافة الواجبات الموكلة إليهم وبهذا نكون قد أصبنا في مواجهة تراخي أو تقاعس البعض على إنجاز الواجبات المكلفين بها وخاصة إذا أمنوا العقاب جراء إخفاقهم فى الوفاء بالواجبات المطلوبه منهم. ”

ــــــــــــــــــ
يسعى الكثيرون إلى الحصول على حقوقهم وذلك بشتى الطرق والوسائل وهذا أمر جيد أن يسعى كل منا بشكل جدي للحصول على حقه والجميل أيضا أن لا يتنازل أحد منا عن حقه ويتمسك به بكل ما أوتي من قوة ولكن السؤال الهام هنا هل أدرك كل منا حقه قبل أن يحرص على التمسك به أن معرفتنا بحقوقنا بشكل واضح لا يحتمل اللبس يجعلنا لا نجور على حقوق الآخرين ولا نطالب بحقوق ليست لنا وعليه ينبغي علينا أن نعي جيدا ما هو لنا وما هو ليس لنا قبل أن نطالب بما نظن أنه حق لنا وهذه في حقيقة الأمر ليس لنا لا من قريب ولا من بعيد .
نحيا جميعا في مجتمعات مختلفة ويسعى كل منا باختلاف موقعه أو مكانته ومكانه ليصل إلى حقه فى مختلف نواحي الحياة التي تمر به ليلا ونهارا ونتفاوت جميعا في القدرة على الوصول إلى حقوقنا إما باختلاف الوسيلة والطريقة التي نسعى بها للوصول إلى هذا الحق وإما باختلاف قدرتنا على التمسك بهذا الحق أو باختلاف قدرتنا على التحايل للوصول إلى هذا الحق .
ودعونى انظر إلى هذا الأمر بنظرة أكثر تفصيلا على أن نغير نقطة البداية في كيفية قدرة البعض للوصول إلى هذا الحق نريد أن نوضح أولا يجب على كل فرد فينا ان يعرف ما هو الحق الذى يسعى الى ان يصل إليه وما هي الدلائل التي تؤكد ان هذا الحق هو له وليس لغيره فمن البديهي اذا ان هذا الحق نتيجة لواجب او التزام قمنا به مسبقا لينتج عنه بعد ذلك استحقاقنا لهذا الحق.
ومن الغريب اننا نرى ليلا ونهارا من يحصلون على حقوق دون استحقاق وايضا يأخذون بكل قوة واقتدار ما ليس لهم من حقوق ويتشدقون بالشعارات والكلمات الجوفاء في انهم يلتزمون في اعطاء كل ذي حق حقه .
ينبغي على كل منا أن يعمل كل ما يجعل له حق المطالبة بحقه وذلك بالقيام بأداء الواجب المكلف به أو الذي ينبغي عليه القيام به وذلك على أكمل وجه وباتقان وذلك أولا حتى يتثنى له المطالبة بحقه الناتج عن الواجب الذي تم الانتهاء منه بالفعل ولكن قبل الانتهاء من هذا الواجب كيف يحق لنا المطالبة بحقوقنا ناهيك عن تعدي البعض على حقوق الآخرين دون استحقاق ودون وجه حق .
ولذا فعلى كل منا أن يعرف واجباته كاملة وبكل تفاصيلها ويتأكد تمام التأكد أنه قد أتم هذه الواجبات كما ينبغي وأنه لم يقصر في أي منها بأي حال من الأحول وبعدها مباشرة يبدأ بطلب حقوقه كاملة ولا يتنازل عن أي منها مهما كانت الأسباب وأيضا عليه أن يعرف حقوقه كاملة وما هي حدودها حتى لا يتجاوزها وأيضا لا يقبل بأن يحصل على جزء من حقوقه أو يترك المجال لأي من كان لأن يجور عليه ويسلبه حقه أو حتى ولو جزء ضئيل من حقوقه فهذا أمر مرفوض تماما بل وغير مقبول بأي حال من الأحول .
نعم من هنا وبعد أن يعي كل منا واجباته ويعمل على أدائها على الوجه الأكمل وبعد أن تتضح الحقوق وتصل الحقوق إلى مستحقيها يتبدل حالنا جميعا ونكون بحق شعوب على وعي يسعى بها إلى القفز إلى المستقبل بخطى ثابتة تجعلنا جميعا نقف على أرض صلبة ويحترم كل منا حقوق الآخرين ولا يجور أحدنا على حقوق الآخر ولا يقصر اي منا في واجباته لأنه من البديهي أن من يقصر في الوفاء بواجباته ينبغي أن يسقط حقه في المطالبة باي حقوق كانت سوف تؤول إليه جراء القيام بالانتهاء من هذه الواجبات التي قد كلف بالقيام بها .
ومن هنا ولو أيقن الجميع ان من يؤدي ما عليه من واجبات هو فقط من يحصل على حقوقه وأن من يخفق في أداء واجباته لا يحصل على أي حق من حقوقه لسعى الجميع صغيرهم قبل كبيرهم للسعي بكل جد واخلاص على الانتهاء من كافة الواجبات الموكله إليهم وبهذا نكون قد أصبنا في مواجهة تراخي أو تقاعس البعض على انجاز الواجبات المكلفين بها وخاصة إذا أمنوا العقاب جراء إخفاقهم في الوفاء بالواجبات المطلوبة منهم .
وايضا كيف لنا الآن ان نترك المجال بيننا إلى أن يتجه البعض لأخذ حقه بيده ان هذا مؤشر غاية في الخطورة فقد كان هذا هو منهج الانسان القديم قبل ظهور القوانين والمؤسسات وغيرها في الحياة فهل من المعقول ونحن في القرن الحادي والعشرين ان يلجأ البعض للحصول على حقه بيده لعدم قدرته للوصول اليه من خلال الطرق الطبيعية اصبح الآن من يختلس الحقوق هو الأكثر قدرة على تزييف الحقائق وان يحصل وبكل سرعة على حقوق الآخرين لنفسه بل في بعض الأحيان يتم حمايته وحماية هذة الحقوق من اصحابها الحقيقيين أيعقل هذا .
كيف نترك المجال لأن يسعى الضعيف أو قليل الحيلة الى أن يحصل على حقه بيده كيف لم يجد من ينصفه أو يساعده ليحصل على هذا الحق .
يجب أن نضرب بيد من حديد على كل مغتصب لحقوق الآخرين وكما يجب ان يتمسك كل منا بحقه مهما كانت الظروف ولا نترك المجال لاي شخص لان يسرق حقوقنا لانه في الغد القريب سيسرق حتى أحلامنا ولا يترك لنا مجال للحياة على هذه الأرض فلا ندع لهم الفرصة ولا المجال ليحطموا حاضرنا ولا مستقبلنا ولا يجب أن نتنازل عن أي من حقوقنا مهما كان صغيرا فمن يختلس منك اليوم الحق الصغير غدا سيكون من حقه ان يسلب منك الحق الكبير .
ينبغي رعاية وحماية حقوق الضعفاء والمغلوبين على امرهم ولا يترك اصحاب النفوس الضعيفة لان يرتعوا ويعيثوا في الأرض فسادا وأن يسرقوا حتى احلام البسطاء لا مجال للتهاون مع امثال هؤلاء ولا غيرهم الذين لا يريدون لشعبنا ولا لبلادنا الخير ولكنهم لا يهتمون إلا بأنفسهم ولو كان هذا على انقاض العباد والبلاد فلا مجال سوى التصدي لهم والقضاء عليهم حتى لا نصل إلى أن نعيش في غابة يأكل فيها القوي حق الضعيف ولنحفظ حق الضعيف والقوي على حد سواء .
وهنا ندق ناقوس الخطر حتى نتجنب ما طال العديد من بلادنا العربية جراء ترك المجال للبعض للتعدي على حقوق الآخرين وأيضا بعدم الوعي الكامل لمعنى الحق والواجب وما ينبغي علينا القيام به نحو حقوقنا وكيف لنا أن نعلم أن التفريط في حقوقنا حتى البسيطة منها وذلك عن عمد أو عن غير عمد سيؤدي إلى أن تسلب منا حقوقنا إلى الأبد ولا يحق لنا المطالبه مرة أخرى كما ينبغي علينا نعي أهمية الواجب والاهتمام به على أكمل وجه حتى نحافظ على بلادنا وشعوبنا وحقوقنا أيضا على السواء .

د. صلاح الديب
رئيس المركز العربي للاستشارات وإدارة الأزمات وخبير إدارة الأزمات في مصر والوطن العربي
[email protected]