عندما تشاهد الصور التي تصلك عن سد وادي ضيقة وتلك الكميات الكبيرة من المياه التي يحتجزها السد، يجعلك تعيش بين مشروع تريد أن تتحدث عنه في كل مكان وفي أي دولة تزورها، وما أن تفكر في زيارة ذلك السد يتهادى إليك بأنك تدخل في طريق بدائي ما أن تأخذ المسار المؤدي إلى قرية المزارع بولاية قريات التي يقع فيها السد إلا وتجد ذلك الطريق وكأنك تتبع الثعبان في تحركاته المتعرجة دون أن تجد المسار القويم في ذلك الطريق الذي يفتقد إلى نظم السلامة من خلال وجود أكتاف على جانبي الطريق على أقل تقدير. نعم في السابق لم يكن هناك طريق مرصوف وساهم وجود مشروع السد في إيجاد ذلك الطريق المرصوف حاليًّا، بل كانت المزارع تعد من أوائل القرى التي يتواجد فيها الإرسال الهاتفي وجوده كانت له أسبابه أيضًا، وبما أن حديثنا يدور حول السد ذلك المشروع العملاق الذي نتفاخر به ويعد واحدًا من أكبر المشاريع، ولكن ماذا يدور حول ذلك المشروع؟ كمية من المياه الكبيرة تذهب سدى، نعم تستفيد منها المناطق التي تقع ما بعد السد في التغذية الجوفية للمياه وأصبحت تلك المزارع في اخضرار دائم، ولكني أنا كزائر ما أستفيد من ذلك المشروع هل للمشاهدة وإبداء إعجابي وتفاخري وإلى هنا ينتهي كل شيء؟ من يزور المكان وهو يهم بالدخول من البوابة الكبيرة التي تعطيك للوهلة الأولى بأنك تدخل في واحة جميلة تشاهد المياه المنسابة بين تلك الأشجار، وتهم بالصعود في ذلك الطريق الجبلي إلى تلك المساحة لتشاهد المياه التي أنعم بها عليهم من عشرات الأودية ليكون مستقرها ومقرها في ذلك السد. وأيًّا كان ذلك المشروع الذي يدرس حاليًّا لمد تلك المياه إلى محافظة مسقط إلا أن المشروع الحالي والمهم هو وجود واحة تضم المطاعم بصورتها الجيدة والمسابح للجنسين والمعمولة بصورة راقية، ويمكن لتك المياه أن تعود ثانية إلى السد، ولا نخجل من ضرب مثال على ذلك ألا وهو مشروع المبزرة في مدينة العين الإماراتية التي تعد واحة ومزارا سياحيا ليس على دولة الإمارات العربية المتحدة وإنما حتى نحن من داخل السلطنة يتوجه الكثير منا لقضاء أوقات وساعات جميلة مع أطفالهم وأسرهم بفضل ذلك المشروع الجميل. ألسنا قادرين أن نعمل مثل ذلك المشروع ليس فقط بالقرب من السد أو في حرمات السد، وإنما يمتد على مدخل ولاية قريات وتكون هناك مشاريع تكتسي باللون الأخضر تسهم على الجذب السياحي، وليس الهدف أن أقطع تلك الكيلومترات من أجل أن أشاهد المياه وأفتخر بها وفي نهاية الأمر أعود من هناك بضربة شمس! وإذا سألت عن التطوير في أي موقع كان، يأتيك الجواب، في قيد الدراسة، متى يفك القيد عن تلك الدراسة، وتصل إلى المرحلة الجامعية.

يونس المعشري