[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لنستمع إلى المعارضة السورية الداخلية، وكيف تنطق بحسها الوطني ، دون أن تنسى مطالبها بالتغيير، الكلام الهاديء للمعارض محمود مرعي مثلا والذي لم يترك دمشق لينضم الى الخارج، يقدم لنا صورة الوطن مابعد الخلاص من الحرب على سورية.
لا يتجانس أبدا موقف المعارضة السوية في الخارج مع الداخل، بل لاينسجم إطلاقا في مابينهم ، نصر الحريري مثلا الذي يسمونه برئيس الهيئة العليا للمفاوضات ، هو أول من يعمل على ضرب أية مفاوضات بجملته التي يرددها أينما يذهب وهو رحيل الرئيس الاسد .. كلام أقل مايقال فيه، انه خارج الدنيا والمتغيرات التي حصلت في السياسة الدولية وعلى الارض في الميدان .. لكنه على مايبدو مضطر لهذا الترداد، كي يظل ممسكا بموقعه الذي وصله بعد ان تخلص من رياض حجاب .. معارضو الخارج لديهم غرام بالمواقع داخل منصة الرياض تحديدا، تلك التي يبدو أنها مازالت تنام على الأيام الخوالي ولا تريد الالتفات إلى مابلغته سورية.
لكن المضحك والمثير للسخرية ان هذه المنصة لاتملك على الارض اية قوة، فمن اين لها ان تتقول كلاما اكبر منها، وهي اعجز من ان تحققها. المعارض محمود مرعي يعتبر ان كلام نصر الحريري من اجل اعاقة المفاوضات فقط او تطييرها ليس الا .
لايعول احد على المعارضة الخارجية وان كان بعضها يعرف حدود مشروعه وامكانياته ومدى ماوصله الوضع في سورية، فيصمت، ويبحث عن اجوبة فيها بعض المرونة او التكيف مع الميدان ونتائجه ، البعض الآخر، يبدو انه معتز بحالة التمويل المالي الذي يتلقاه، وهو منشرح الصدر كونه يقيم في فنادق خمس نجوم او في شقق فاخرة، ويقبض حتى بلغ ثراء لم يعد يهمه سواء رجع الى دشمق او لم يعد، المهم عنده ان يكون له كرسي في الحكم، ولم ينتبه بعد الى ماتحقق في استانة، ثم ماكان يعول عليه في سوتشي الروسية التي كان الروس يأملون منها، بل يعتبرونها المحطة المهمة في الانتقال الى دمشق واحد، والوصول الى هذه المرحلة يحتاج لمطهر وعملية تنظيف للمعارضة الخارجية من احلامها الدونكيشوتية ومن شعارات عف عليها الزمن وسحقها الميدان السوري وانتصارات الجيش العربي السوري والموقف العظيم التاريخي للشعب السوري والتطورات الدولية ايضا.
سورية اخرى تخرج من بين المصاعب، ومن المهم ان يفهم المعارضون في الخارج او اصحاب الرؤوس الحامية الذين مازالوا يعيرون افكارهم لما يملى عليهم ويأتمرون بافكار الخارج ومشاريعه التي سقطت هي الأخرى، ان العودة الى سورية لن تكون كما هي المعادلات التي حكمتهم، بل ماذا يجب ان يكونوا قد تخلوا عن مشاريع خارجية لاتمت للوطن السوري على الاطلاق.
ولكي نصل الى دمشق (1) ، لابد من تنظيف الذات عند معارضي الخارج بما علق بهم من مشاريع ومؤامرات وتمنيات كرتونية .. سورية تحتاج اليوم لرجال اصحاء العقول والمباديء والنظرة الوطنية في جوهر الانتماء لها أولا وآخرا، ولا بد أن استيعاب ما مر عليها خلال السنوات الماضية من مفاخرة بالمواقف البطولية للقيادة وللقوات المسلحة وللشعب .. ولسوف يذكر التاريخ تلك المرحلة بما قد يصق او لايصدق.
اذا لم تجر مراجعات في هذه المعارضة الخارجية فليس لها مكان في الوطن السوري الذي يقترب من اعلان انتصار تاريخي لن يكونوا فيه ابدا.