أخي الكريم: لشهر رمضان في قلوب المسلمين مكانة عظيمة،ويستشعر كل مسلم هذه المكانة في كل لحظة من لحظات هذا الشهر الكريم يستشعرها عند قيامه للسحور،ومن قبله في صلاة التهجد،وعند نيته الصيام قبل الفجر، وأيضا يستشعرها كل مسلم ومسلمة عند توجّهه للعمل عازما النية على طاعة الله تعالى في كل وقت وحين،فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ولا يصخب ولا يعلو بصوته عند تعرضه لأي مضايقات من الغير هذه كلها معانٍ تجدها في كل المسلمين الصائمين خلال نهار شهر رمضان الفضيل فما أجملها من معانٍ وما أعظمها من تبصرةٍ بالأمور وما أعظمه من حرصٍ على الاستفادة ،من جميع أوقات شهر رمضان المبارك.
أخي المسلم الكريم: تعالوا بنا نتذكر بعض الفوائد التي تعود علينا من صيام هذا الشهر المبارك ونتعاون جميعا على تبليغها لمن نُحب حتى ننفع بعضنا البعض فخير الناس أنفعهم للناس. فمن مميزات شهر رمضان: أن الله تعالى جعله شهر تكفير السيئات. وهي أيام تكثر فيها الإنابة إلى الله تعالى، وفيه تُفتح أبواب الإجابة، فنقول لكل من أعرض عن سبيل الله تعالى في غير شهر رمضان. أسرع إلى طرق باب التوبة لأن الله تعالى يقول لعباده:(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب) ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر).
وهنا نتذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدّم من ذنبه) (متفق عليه)، وجاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليتُ الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته فمِمّن أنا؟ قال:(من الصدّيقين والشهداء)، ثم إننا جميعاً في حاجة إلى أن نتذكر فضل قيام الليل ونحرص على قيامه في شهر رمضان ونجعل من هذا الشهر بداية عهد جديد مع الله تعالى،وفي فضل قيام الليل قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى ربكم،ومنهاة عن الإثم، وتكفير للسيئات، ومطردة للداء عن الجسد) .. فرحم الله رجلاً قدّم لآخرته، وأحيا ليله، وأيقظ أهله، وقدّم مهره، فإنما مهر الحور الحسان طول التهجد بالقرآن، ولا ننسى أن شهر رمضان الفضيل شهرُ تُفتح فيه أبواب الجنة،وتغلق فيه أبواب النار وتُقيّد فيه الشياطين.
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال:(إذا جاء رمضان، فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار،وصفدت الشياطين) ـ رواه البخاري ومسلم.
إن فتح أبواب الجنة في رمضان حقيقة، لا تحتاج إلى تأويل، وهذه نعمة عظيمة ومنّة كريمة من الله تعالى، يتفضل بها على عباده المؤمنين في هذا الشهر المبارك، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):(إن في الجنة غرفاً يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، قالوا لمن هي يا رسول الله؟ قال: لمن أطعم الطعام وأدام الصيام، وصلى بالليل والناس نيام).
فيا أخي الكريم: إن هناك أمراً في غاية الأهمية ألا وهو: أن هذا الشهر المبارك، هو شهر القرآن، يقول الله تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، فالقرآن الكريم ينادي الصائمين: أقبلوا على مأدبة الرحمن في شهر رمضان،فهنيئاً لمن اغتنم هذا الشهر في طاعة الله تعالى،وما أكثر أبواب الخير التي فتحها الله تعالى لعباده ،فهيا إلى طاعة الله لننال الرحمة والغفران.
اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك،وعزائم مغفرتك،والسلامة من كل إثم،والغنيمة من كل بر .. اللهم آمين والحمد لله رب العالمين.

ابراهيم السيد العربي