دمشق ــ الوطن:
تصدت الدفاعات الجوية السورية لغارة إسرائيلية بصواريخ أرض ــ أرض، أُطلقت باتجاه مواقع للقوات السورية وحلفائها في الريف الجنوبي الغربي للعاصمة، بحسب ما أفادت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) أمس السبت. ونقلت "سانا" عن القناة "الإخبارية" السورية أن إسرائيل أطلقت صواريخ الليلة الماضية، مؤكدة أن الدفاعات الجوية السورية تمكنت من تدميرها قبل وصولها إلى أهدافها. وفي الوقت، الذي أكد فيه الجيش السوري وقوع الهجوم، امتنع جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق على هذه المعلومات.
وكانت مصادر سورية، قد قالت في وقت سابق إن دوي انفجارات قوية سمعت في أرجاء مختلفة من العاصمة السورية دمشق بعد منتصف الليل، مشيرة إلى استهداف مواقع عدة من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي بحسب هذه المصادر. وأوردت سانا أن "العدو الاسرائيلي اطلق بعد منتصف الليلة (الماضية) عند الساعة 12,30 (22,30 ت غ) عدة صواريخ ارض ارض باتجاه احد المواقع العسكرية في ريف دمشق"، مضيفة "تصدت لها وسائط دفاعنا الجوي ودمرت صاروخين منها". وأسفر القصف الإسرائيلي، وفق الوكالة الرسمية، عن "خسائر مادية". وكانت وسائط الدفاع الجوي في الجيش العربي السوري تصدت في الـ 16 من أكتوبر الماضي لطائرات الاحتلال الإسرائيلي التي اخترقت الأجواء السورية قرب الحدود اللبنانية وأصابت إحداها إصابة مباشرة. ويرتبط كيان الاحتلال الإسرائيلي بعلاقة وثيقة مع التنظيمات الإرهابية في سوريا حيث عثر عشرات المرات على أسلحة إسرائيلية داخل أوكارها ولا سيما في منطقة جب الجراح والميادين وخان الشيح.
سياسيا، توقعت مصادر دبلوماسية في جنيف أن تخفض المعارضة سقف شروطها لإعطاء دفع لمحادثات التسوية السورية "جنيف 8" التي انطلقت فعليا الخميس الماضي، يأتي ذلك بعدما انتقد وفد دمشق في ختام المرحلة الأولى من جولة مفاوضات جنيف خطاب المعارضة "الاستفزازي" وطرحها شروطاً "غير واقعية"، من دون أن يحسم ما إذا كان سيعود الأسبوع المقبل لاستئناف المحادثات. وذلك رغم دعوة دي ميستورا الوفدين للعودة الثلاثاء الى جنيف.
وقال الجعفري "بالنسبة لنا كوفد حكومي الجولة انتهت اليوم(أمس). أبلغناه رسمياً اننا سنغادر غداً(اليوم) وقبل هذا الكلام". في المقابل، أكدت المعارضة استعدادها للعودة الى طاولة المحادثات. ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة ورقة من 12 بنداً، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة الخميس، على أن تبقى "خاضعة للنقاش والتطوير والتعديل" من قبله "لتقوية القواسم المشتركة من خلال المفاوضات". وطلب دي ميستورا من الوفدين تزويده بردودهما عليها، تزامناً مع الانخراط في مناقشة سلتي "المسار والجدول الزمني للعملية الدستورية والانتخابات في مشاورات الأسبوع المقبل. وتتضمن الورقة مبادئ أساسية أبرزها "الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سوريا"، وأن "يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديموقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع" بالاضافة الى "بناء جيش قوي وموحد" و"حماية حقوق الانسان والحريات العامة لا سيما أوقات الأزمات". ورغم سعي عواصم غربية لإعادة الزخم الى محادثات جنيف الهادفة الى تسوية النزاع، تبدو مهمة دي ميستورا صعبة وبالغة التعقيد. ولم تحقق الجولات السبع التي قادها منذ العام 2016 أي تقدم يذكر.