شواهد تاريخية ومنجزات تنموية شاملة
عبري ـ من صلاح بن سعيد العبري: ولاية عبري الواعدة هي احدى ولايات محافظة الظاهرة وقلبها النابض ومعبر القوافل وهي بوابة عمان الغربية لشبه الجزيرة العربية .. وتمتاز بصحاريها البكر. وتقع ولاية عبري على ارتفاع 200 متر عن مستوى سطح البحر، وتقدر مساحتها بحوالي خمسة وأربعين ألف كيلومتر مربع، وتحدها من الجنوب ولاية هيماء، ومن الشرق ولايات آدم وبهلاء والحمراء، ومن الشمال الشرقي ولاية الرستاق، ومن الشمال ولايات الخابورة وصحم وينقل، ومن الشمال الغربي ولايتا ضنك والبريمي، ومن الغرب دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية. إن سبب تسمية عبري بهذا الإسم يرجع حسب ما هو متعارف لدى الأهالي بالولاية نظراً لكبر مساحتها وبالفعل تعتبر من أكبر ولايات السلطنة مساحة وتمتاز باتساع رقعتها الجغرافية وكانت وما زالت معبراً للقوافل التجارية. حاضرة الظاهرة وقد وصف الشيخ الأديب المؤرخ سليمان بن خلف الخروصي ولاية عبري في كتابه ملامح من التاريخ العماني:(بأن عبري من أهم مدن عمان الشهيرة، وهي كرسي الظاهرة، وأحسنها منظراً وأفسحها فضاءً وألطفها هواءً وهي مدينة الخيل والابل بل هي مدينة الجمال والجمال وهي حاضرة بلاد السر)، وقد زار الرحالة (مايلز) عبري في عام 1885م ووصفها بأنها مدينة كبيرة وواحة جميلة وهي بحق حاضرة الظاهرة، وان أهلها يتفاخرون بأن مسجدها الكبير جامع حصن عبري هو أكبر المساجد في عُمان قديماً. نخلة الخلاص ولاية عبري اتخذت نخلة الخلاص شعاراً لها، حيث تشتهر بها الولاية منذ القدم ومجموعة من الجمال والابل ونخلة الخلاص تمتاز ثمارها بالمذاق الطيب وبجودتها العالية، وتمثل الابل بالشعار قافلة تجارية قادمة للمدينة نظراً لاشتهار الولاية منذ القدم بأنها معبر ومحطة للقوافل التجارية ومن الشعار يلاحظ كذلك استرخاء إحدى القوافل التجارية تحت ظلال إحدى أشجار النخيل الباسقة وإلى جانب ذلك يمثل شعار الولاية عدة بيئات متنوعة وتتمثل في البيئة الصحراوية والبيئة الريفية والبيئة الحضرية. القلاع والحصون وتشتهر ولاية عبري بالعديد من القلاع والحصون والأبراج حيث تشتهر بحصن عبري ويعود تاريخ بنائه إلى أكثر من 400 سنة، ويعتبر حصن عبري أكبر الحصون بمحافظة الظاهرة وبه عدة مداخل وبوابات ويوجد بالحصن جامع كبير يؤدي فيه الأهالي شعائر صلاة الجمعة المباركة، وقد قامت وزارة التراث والثقافة بترميم حصن عبري في عام1993م واستخدمت في ترميمه نفس أدوات البناء التي كانت تستخدم في بناء القلاع والحصون في العصور السابقة، ويوجد بالولاية كذلك حصن السليف وهو الذي قام ببنائه الإمام سلطان بن سيف اليعربي في عام 1711م، ويحتوي الحصن على سبعة أبراج وهي: برج الريح، والمنور، والطوي، وغرفة الصباح، والمربعة، وغرفة الصاروج وساعد، وتقوم حالياً وزارة التراث والثقافة بترميم حصن السليف بالإضافة إلى ذلك تشتهر الولاية بحصن الأسود الذي يوجد ببلدة مقنيات وهو الذي قام ببنائه فلاح بن محسن النبهاني في عام 972هـ وحصن العراقي وحصن العينين وحصن بيت العود وحصن المعمور، ولهذا فإن كل قرية من قرى ولاية عبري يوجد بها معلم تاريخي وأثري وهي تدل على عظمة الإنسان العماني في بناء القلاع والحصون.