الكويت ـ العمانية:
خلافًا لعدد كبير من الجوائز العربية، جاءت "جائزة الملتقى للقصة القصيرة العربية" لتحتفي بفن القصة القصيرة وبكاتبها، على إثر ما تعرّض له هذا الفن من تهميش في العقود الأخيرة، بسبب اجتياح جنس الرواية وطغيانه على ما سواه. وقد أُسست هذه الجائزة التي تحتفل هذه الأيام باختتام دورتها الثانية، بالشراكة بين الجامعة الأميركية في الكويت، والملتقى الثقافي الذي يديره الروائي والقاص طالب الرفاعي. وبحسب ما صرح به الرفاعي لوكالة الأنباء العمانية، فإن اختيار لجنة التحكيم يتم بعد أن تقدمت إدارة الجائزة مجموعة من الأسماء المشهود لها بالإبداع والنقد والنزاهة في ساحة القصة العربية، وتُعرَض هذه الأسماء على مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري العربي العالمي للجائزة، وبناء على نقاشاتهم ومداولاتهم يتم الاتفاق على لجنة مكونة من خمسة أعضاء، تُسنَد لها مهمة تحكيم الدورة بعيدًا عن أيّ تدخّل من أيّ جهة كانت. ويؤكد الرفاعي أن لجنة التحكيم هي وحدها المكلّفة بوضع معاييرها الفنية الخاصة، وفقًا لقناعات أعضائها واتفاقهم. ويرأس الدكتور حسن النعمي لجنة تحكيم الدورة الثانية، وتضم اللجنة في عضويتها: د.سعيد بنكراد، وخليل صويلح، وهدى الشوا، وعبده جبير. وهؤلاء جميعهم كما يوضح الرفاعي، "يعملون في حقل الكتابة والنقد، ويتمتعون بالسمعة الطيبة التي تضيف للجائزة مزيدًا من المصداقية كجائزة أدبية عربية رصينة تشقّ طريقها بين جوائز عربية كثيرة". ومن البديهي أن الجوائز الأدبية يؤمَل منها أن تعمل على تشجيع الكتابة والإبداع، والحث على القراءة، وتحفيز سوق النشر. وفي هذا السياق يرى القاص والروائي محمود الرحبي، أن جائزة الملتقى جاءت لتلقي ظلالًا على فن القصة القصيرة، هذا الفن العريق عالميًا وعربيًا، أو "فتنة العصر" كما سماه أحد الكتاب العالميين، بعد أن أزاحت بريقَهُ الرواية التي تعيش زمنها الذهبي. ويقول الرحبي الذي وصلت مجموعته "لم يكن ضحكًا فحسب" إلى القائمة القصيرة للجائزة في دورتها الثانية، إن هذه الجائزة بما تحمله من سمعة عربية ممتازة وحضور إعلامي يتنامى عامًا بعد آخر، تعدّ الحدث الأهم في مجال القصة عربيًا، خاصة وأن الدورة الأولى قد حظيت بمشاركات واسعة، كما إن القوائم الطويلة والقصيرة أفرزت أسماء معروفة في القصة إلى جانب بروز أسماء جديدة، وهذا دور مهم تؤديه الجائزة في تعريف القارئ بالأسماء الجديدة المتميزة. ويؤكد الرحبي أن جائزة الملتقى ستأخذ طريقها المضيء مستقبلًا، خاصة وأن إدارتها تعتمد النزاهة في اختيار أعضاء لجنة التحكيم الذين يمثلون أكثر من بلد عربي. كما إن تبنّي جهة أكاديمية (الجامعة الأميركية في الكويت) لهذه الجائزة، أمرٌ يحمل دلالة علمية مهمة.