ترأس أول اجتماع حكومي منذ الأزمة السياسية

بيروت ـ وكالات: عدل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري عن استقالته وقال إن كل أعضاء الحكومة وافقوا على النأي بالنفس عن الصراعات في الدول العربية.
وكان الحريري أعلن استقالته في تسجيل تلفزيوني من السعودية الشهر الماضي لكنه قال فيما بعد إنه قد يسحبها إذا وافقت جميع الأحزاب الممثلة في الحكومة اللبنانية على سياسة النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية.
وقالت الحكومة اللبنانية في بيان تلاه الحريري "يشكر مجلس الوزراء رئيسه (الحريري) على موقفه وعودته عن الاستقالة".
وأضاف أن المجلس قرر "التزام الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها النأي بنفسها عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب وعن الشؤون الداخلية للدول العربية حفاظا على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع أشقائه العرب".
جاء ذلك مع عقد الحكومة اللبنانية اجتماعا للمرة الأولى منذ دخلت البلاد في أزمة سياسية قبل شهر عندما قدم رئيس الوزراء سعد الحريري استقالته.
وقرأ الحريري بعد ظهر أمس البيان الصادر عن الحكومة بعد انتهاء جلستها في قصر بعبدا الرئاسي التي خصصت لإصدار بيان حول المشاورات التي أعقبت استقالة الرئيس الحريري.
وأعلن الحريري "التزام الحكومة اللبنانية بكل مكوناتها السياسية النأي بنفسها عن أي نزاعات أو صراعات أو حروب أو الشؤون الداخلية للدول العربية".
وأضاف أن "الحكومة تشكر رئيسها عن عودته عن الاستقالة".
وقال الحريري إن "مجلس الوزراء أكد التزام البيان الوزاري قولا وفعلا، والحكومة تلتزم بما جاء في خطاب القسم لرئيس الجمهورية وبميثاق جامعة الدول العربية واحترام القانون الدولي حفاظا على الوطن".
وتابع الحريري أن مجلس الوزراء "يؤكّد الالتزام باتفاق الطائف ولبنان عربي الهوى والانتماء ، وهو عضو مؤسس في الجامعة العربية ، وفي منظمة الأمم المتحدة وملتزم بميثاقها".
وقال "سنواصل تأكيد الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، وتؤكد الحكومة التزام القرار 1701 ، والدعم لقوى الأمم المتحدة العاملة في لبنان".
وكان الرئيس الحريري قد دعا أمس الإثنين الى جلسة لمجلس الوزراء تعقد في قصر بعبدا الرئاسي لإقرار ما تم الاتفاق عليه بعد المشاورات التي أجراها رئيس الجمهورية للبحث في أسباب استقالة الرئيس الحريري.
ويعد هذا الاجتماع هو الأول للحكومة منذ إعلان الحريري قبل نحو شهر استقالته من منصبه، وهو الأمر التي أعلن لاحقا التريث فيه نزولا على طلب من الرئيس ميشال عون لإفساح الطريق لمزيد من التشاور في أسبابه وخلفياته.
وقام رئيس الجمهورية بمشاورات مع رؤساء وممثلي الكتل النيابية للبحث في كيفية معالجة الأوضاع بعد استقالة رئيس الحريري من الرياض ثمّ تريثه في المضي بها. وتناولت المشاورات كيفية الحفاظ على الاستقرار الأمني ، ومفهوم كل طرف للنأي بالنفس، والعلاقات مع الدول العربية، والموقف من العدو الإسرائيلي وتهديداته وكيفية مواجهتها، واتفاق الطائف، والوضع الحكومي.