من خلال تبرع ابنة لوالدها
نجح المستشفى السلطاني من إجراء ثاني عملية زراعة الكبد بالسلطنة لمريض يعاني من تليف وورم سرطاني في الكبد وهو ما يعد تأكيداً على نجاح سير برنامج زراعة الكبد بالمستشفى كما هو مخطط له.
وقد أجرى عملية زراعة الكبد للمريض الجراح العالمي الدكتور محمد ريلا وهو أحد أبرز جراحي زراعة الكبد على الصعيد الدولي، بالتعاون مع طاقم طبي من المستشفى السلطاني يتألف من الدكتورة نادية بنت عبدالله الحارثية استشارية أمراض الكبد والجهاز الهضمي، والدكتور أحمد بن محمد الكندي إستشاري أول جراحة كبد بالبرنامج الوطني لزراعة الكبد، والدكتور سليمان المعمري إستشاري جراحة كبد، والدكتورة رملة القصاب إستشارية أولى تخدير، بالإضافة إلى الكوادر الطبية المساعدة والتمريضية من مختلف الأقسام الطبية.وقال الدكتور قاسم بن أحمد السالمي ـ مدير عام المستشفى السلطاني: في بادئ الأمر نتوجه بالحمد والثناء لله تعالى على سلامة المريض، ومنّته علينا بنجاح ثاني عملية لزراعة كبد في السلطنة.
كما أكد الدكتور أحمد الكندي و الدكتور سليمان المعمري بأن عملية زراعة الكبد تجرى على مرحلتين هما: ما قبل إجراء العملية ومرحلة زراعة الكبد للمريض بحيث تتلخص كالآتي: قبل إجراء العملية يخضع المتبرع للعديد من الفحوصات الطبية أبرزها: التحقق من مطابقة فصيلة الدم المتبرع والمستقبل وقياس حجم كبد المتبرع والتأكد من سلامته، علاوةً على إجراء فحوصات شاملة للمتبرع للإستيضاح من سلامته من الأمراض المزمنة والمعدية، بعدها تأتي مرحلة زراعة الكبد وتتمثل في إجراء رسم دقيق لكبد المتبرعة، ومن ثم إستئصال ما بين 60 % الى 65 % من الكبد، بعد ذلك يتم إستئصال كلي لكبد المريض، وأخيراً يتم توصيل كبد المتبرَع به بالأوردة الدموية والقنوات المرارية بجسم المريض.
من جانبها أكدت الدكتورة نادية الحارثية بأن أبرز التحديات التي تواجه تدشين برنامج عمليات زراعة الكبد في أي مؤسسة صحية هي توافر أطباء جراحة يمتلكون المهارة والدقة المتناهية والحاجة لإمتلاكهم الخبرة والدراية التامة في مجال أمراض الكبد وأسس علم التشريح له.وقد ثمّن المريض محمد بن صالح البرواني الجهود الدؤوبة للكوادر الصحية بالمستشفى السلطاني قائلاً: يشرفني في البداية أن أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى كافة الكوادر الصحية التي أشرفت على عملية زراعة الكبد يتقدمهم الدكتور محمد ريلا والدكتورة نادية الحارثية والدكتور أحمد الكندي والدكتور سليمان المعمري وذلك على حسن الرعاية والإعتناء بي خلال فترة الفحوصات الطبية ووصولاً إلى مرحلة إجراء عملية زراعة الكبد وتوفير لي الدعم المعنوي طيلة فترة مكوثي بالمستشفى، مضيفاً بأنه بفضل الله وجهود الطاقم الطبي أضحت حالتي الصحية مستقرة وفي تحسن مستمر.كما أوضحت المتبرعة خديجة البروانية ابنة المريض بأن عملية زراعة الكبد تكللت بالنجاح، حيث قمت بالمبادرة بالتبرع بجزء من الكبد من منطلق وضع حد لمعاناة والدي من مرض تليف الكبد والأورام السرطانية المصاحبة له، ورد ولو الجزء البسيط من جميله ومعروفه لنا.