[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
هي الحروب التي قد تنتهي إلا الصراع العربي الاسرائيلي فله قصة اخرى .. منطق مختلف. قد يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتهاء مهمات جيشه الروسي في سورية، وهذا كلام مفرح ومثلج للصدور، لكن من يخرج اسرائيل من فلسطين، ومن يصنع طريقا لعودة الشعب الفلسطيني الى ارضه التاريخية.
مؤسسو الكيان العبري اسسوا اسرائيل بناء على ظنون ونتائج حربهم على العرب اجمعين اثناء النكبة الكبرى 1948 . لكنهم لم يقدروا ان الزمن سيختلف، وان قوى سينتجها الصراع، بل اشكال صراع لم يخطر على بالهم. كل ظنونهم ذهبت باتجاه ماتم " حسمه " عسكريا في الميدان، اضافة الى اقوال صدقوها بان جيل النكبة سوف يموت والابناء سينسون، فكيف حال الاحفاد.
من يستمع لامين عام حزب الله حسن نصرالله يشعر باننا نخرج توا من تاريخ النكبة الى فضاء القتال الحتمي من اجل العودة، لابل من اجل تصفية الحساب مع اسرائيل بشطب وجودها نهائيا .. بالنسبة لحزب الله، هذا ليس اعتقادا، انه جزم وتأكيد بان الغاء هذا الكيان من الوجود سوف يتم لامحالة.
نحن نعيش اذن امتدادات الصراع القائم الذي اتخذ اشكالا مع هذا الكيان، منها كلاسيكية جيوش هزمتها اسرائيل، والآن تتقدم الشعوب بمفهوم حربها الجديد لتقاتل، وهذه تجربة اثبتت نجاعتها في حرب العام 2006، وكانت في بواكيرها، فكيف وهي اليوم في حالة تخمر وتجربة ومراس وخبرات اضافة الى حشود جديدة بدأت تطل من وراء الحدود اللبنانية على الاراضي الفلسطينية، وليس الخزعلي العراقي القيادي لعصائب حزب الله سوى عينة تعلن عن حضورها في الصراع الطويل.
المهم ان جبهات ساخنة يجب ان تقفل عسكريا ليتم ملاحقة الفكرة التي بذرها " داعش " وصار من الصعب لمها، خصوصا ان صاحبها وداعمها وممولها لايريد لها ان تنتهي، ويعتبر الأمر مرحلة خسائر لكن الخميرة مازالت متوفرة، وعليه يجب البناء فلربما احتاج الوضع القادم الى تفجرات جديدة.
ومثلما يخطط ممولو ومخططو الارهاب، فان الاطراف المقابلة لديها ايضا خططها في اعادة بناء المجتمعات، وهي قد اثبتت لشعوبها كم كانت محقة في حروبها ضد الارهاب وفي تصفيته بعدما بدر منه مالايوصف ومالم تقبله تلك الشعوب او تتجانس معه. وبهذا ربحت تلك الدول ليس حروبها فقط، بل مستقبل بقائها وامنها واستقرارها القادم الذي من المفترض الا يهتز.
في ظل كل هذا يتقدم الصراع ضد اسرائيل الى الامام .. كانت فكرة اطلاق الارهاب على سورية والعراق وغيرهما من اجل الغاء وجودهما وبالتالي انهاء الصراع الوجودي مع الكيان العبري، لكن هذا الامر لم يتحقق، ستظل اذن كل اشكال الصراع معه قائمة ومتقدمة على عيرها، ولا يدري احد متى تنفجر تلك الحدود اللبنانية الاسرائيلية في حرب الوجود تلك كما يطلق عليها حسن نصرالله، وكما تتهيء لها الظروف.
قد تنتهي الحروب التي ولدت من الصراع الرئيسي مع اسرائيل، لكن البقاء لهذا الصراع حتمي ولن يغلق، وكلما مر الوقت عليه، كلما تعقد اكثر واتخذ اشكالا مختلفة وحدة. لاشك ان هنالك في اسرائيل وبعض اليهود من وصلوا الى هذه النتيجة وان كيانهم مجرد عابر مهما طال الوقت والزمن، لكن من يفهم قادة العسكر الاسرائيلي وامثال نتنياهو وهؤلاء يفسرون حتى التوراة بطريقة عسكرية.