كييف ـ عواصم ـ وكالات: أعلنت الحكومة الأوكرانية امس أن 150 شخصا على الأقل من الانفصاليين المؤيدين لروسيا وجنديين أوكرانيين لقوا حتفهم خلال اشتباكات مسلحة ضارية في شرق أوكرانيا, فيما يعقد مفاوضون عن اطراف الازمة مباحثات اليوم بهدف التوصل الى اتفاق للسلام, في وقت أبدت فيه روسيا سعيها لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة والتي تدهورت بفعل الأزمة في أوكرانيا.
وقال متحدث باسم وحدة مكافحةالارهاب في كييف أن الجيش الأوكراني استهدف ستة مواقع للانفصاليين وحاصر بلدة نيكولاييفكا.
وأضاف أن أربعة جنود أصيبوا خلال الاشتباكات.
وكان الرئيس الأوكراني قد أصدر أوامره يوم الاثنين الماضي بإنهاء الهدنة بين كييف والانفصاليين واستئناف قصف بلدتي لوهانسك ودونيتسك. ويأمل الانفصاليون في البلدتين اللتين اعلنتا استقلالهما عن حكومة كييف في الحصول على دعم عسكري إضافي من موسكو.
والتقى وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكين مع نظرائه من ألمانيا وفرنسا وروسيا في برلين أول أمس الأربعاء ، واتفقوا على بدء المحادثات غدا بهدف إبرام هدنة أخرى بين كييف والانفصاليين المؤيدين لروسيا.
وتجري كييف وموسكو والمتمردون الموالون لروسيا تحت ضغط الغربيين اليوم مباحثات تهدف الى وقف المعارك الدائرة في شرق اوكرانيا لكن لم يتأكد بعد انعقاد اجتماع «مجموعة الاتصال» التابعة لهم.
وخلال مباحثات غير مباشرة تذكر بالحرب الباردة تبادل الاميركيون والاوروبيون من جهة والروس من جهة اخرى الدعوات الى ممارسة الضغط على الحلفاء الاوكرانيين لكل من الجانبين من اجل الخروج من المأزق السياسي الحالي.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة أمس في رسالة تهنئة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما بمناسبة عيد الاستقلال.
والعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة عند أدنى مستوياتها منذ سنوات وتوترت بسبب خلافات بشأن الصراع في أوكرانيا والحرب في سوريا فضلا عن خلافات بشأن حقوق الإنسان والديمقراطية.
وقال الكرملين في بيان «عبر رئيس الدولة الروسية عن أمله في... أن تتطور العلاقات بين البلدين بنجاح على أساس البراجماتية والمساواة على الرغم من الصعاب والخلافات.»
وأضاف «أكد بوتين أيضا على أن روسيا والولايات المتحدة كدولتين تتحملان مسؤولية استثنائية لحماية الاستقرار والأمن الدوليين ينبغي لهما التعاون من أجل مصلحة العالم بأسره.»
كانت الولايات المتحدة قد قلصت تعاونها مع روسيا وفرضت عقوبات على بعض الشركات الروسية والافراد بسبب دور موسكو في أوكرانيا عقب ضم روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
وتنفي موسكو الوقوف وراء الانتفاضة في أوكرانيا وتتهم واشنطن بمحاولة احتواء الخصم السابق في الحرب الباردة لمواصلة ما تراه موسكو هيمنة أميركية.
من جهة اخرى قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان على الغرب ان «يقنع كييف» بالامتثال للنداء الذي صدر في برلين عن وزراء الخارجية الاربعة، الالماني والفرنسي والروسي والاوكراني لعقد اجتماع مجموعة الاتصال والتفاوض حول وقف اطلاق نار ثنائي ودائم. وتضم مجموعة الاتصال هذه اوكرانيا وروسيا ومنظمة الامن والتعاون، بمشاركة المتمردين.
غير ان وقف اطلاق النار السابق الذي اعلنته كييف من طرف واحد لم يمدد الاثنين الماضي لان عملية السلام التي اقترحها الرئيس بترو بوروشنكو لم تطبق وان المعارك المتقطعة متواصلة.
وترى كييف - وكذلك الغربيون - ان العودة الى وقف اطلاق النار لن يكون ممكنا الا اذا دفعت موسكو المتمردين الى قبول الشروط الاوكرانية المتمثلة في استئناف مراقبة الحدود مع روسيا والافراج عن كل الرهائن.
وتعتبر اوكرانيا والولايات المتحدة واوروبا ان مفتاح السلام في موسكو وان العراقيل تأتي من المتمردين الذين تدعمهم روسيا.
ويفترض ان يسمح اجتماع مجموعة الاتصال بالعودة الى التفاوض لكن يبدو ان العراقيل تكمن في الوقت الراهن في اختيار المكان. فقد طلبت موسكو على لسان لافروف ان تكون في اوكرانيا في مكان آمن وان تحترم القوات الاوكرانية «هدنة» في هجومها خلال انعقاده.
غير ان اجهزة الرئاسة الاوكرانية ردت على السؤال أمس بان «ليس لديها اي معلومات» في هذا الشأن.
والامر نفسه تكرر في مقر منظمة الامن والتعاون في فيينا حيث ذكرت مصادر «ليس هناك اي تفاصيل» لكن «مثل هذه الاجتماعات تنعقد بانتظام على عدة مستويات».
من جهتهم يقول المتمردون انهم مستعدون لمفاوضات مباشرة، فقط اذا شاركت فيها روسيا.
وصرح اندريي بورغين ان «نائب رئيس وزراء +جمهورية دونيتسك+» المعلنة من طرف واحد لفرانس برس «اذا قدمت لنا روسيا ومنظمة الامن والتعاون اقتراحا فاننا سنوافق على المشاركة في مشاورات».