بغداد - وكالات: أعلن الرئيس السابق للبرلمان العراقي أسامة النجيفي، في كلمة له وجهها للشعب العراقي، عن سحبه ترشحه لرئاسة المجلس في دورته الجديدة. وقال أسامة النجيفي الرئيس السابق للبرلمان العراقي وهو خصم سياسي رئيسي لرئيس الوزراء نوري المالكي إنه لن يرشح نفسه لرئاسة البرلمان لفترة جديدة ليسهل على الأحزاب السياسية الشيعية مسألة اختيار بديل للمالكي، فيما انتقد المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني أمس البرلمان العراقي بعد فشل جلسته الاولى، داعيا الى الاسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول واسع يمكنها من وقف هجوم المسلحين المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق. وقال النجيفي في كلمة نشرت على صفحته على فيسبوك في وقت متأخر أمس الأول «انني أقدر عاليا طلبات الإخوة في التحالف الوطني الذين يرون أن المالكي مصر على التمسك برئاسة مجلس الوزراء في حالة ترشيحي لرئاسة مجلس النواب.» والتحالف الوطني تكتل يتألف من أكبر الأحزاب الشيعية في العراق ومن بينها أنصار المالكي وخصومه. وأضاف النجيفي «تقديرا لهم وحرصا على تحقيق مصلحة الشعب والوطن والدفاع عن المظلومين وأصحاب الحقوق جاء قراري بأنني لن أرشح لرئاسة المجلس.» ووصل الساسة في العراق إلى طريق مسدود بشأن تشكيل الحكومة الجديدة برغم ضغوط من الولايات المتحدة وإيران والأمم المتحدة وعلماء الدين العراقيين للتغلب على خلافاتهم من أجل التصدي للمسلحين المتطرفين. وانهار أول اجتماع للبرلمان العراقي منذ انتخابه في أبريل دون التوصل لاتفاق. وانسحب السنة والأكراد وشكوا من أن النواب الشيعة لم يقرروا بعد مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء. وينحى معارضو المالكي باللائمة على سياساته المثيرة للشقاق في اذكاء الأزمة ويريدون تنحيه. وبموجب نظام الحكم الساري منذ أطاحت الولايات المتحدة بصدام حسين عام 2003 ينتمي رئيس الوزراء للمذهب الشيعي بينما يذهب منصب رئيس البرلمان للسنة ويكون منصب الرئيس وهو منصب شرفي إلى حد كبير للأكراد. وتعاني الكتل الثلاث حاليا من انقسامات داخلية ولم تتفق بعد على مرشحيها بل تطالب بمعرفة مرشح الطرف الآخر قبل أن تطرح اسم مرشحها. من جانبه، انتقد المرجع الأعلى آية الله علي السيستاني أمس البرلمان العراقي بعد فشل جلسته الاولى، داعيا الى الاسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول واسع يمكنها من وقف هجوم المسلحين المتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق. وفي الوقت الذي تواجه فيه وحدة لك البلد اخطر تحدياتها، عبرت الولايات المتحدة عن معارضتها للدعوة التي وجهها رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني للاستعداد لتنظيم استفتاء على حق تقرير المصير، معتبرة ان الطريقة الوحيدة امام العراق لصد هجوم المسلحين المتطرفين هي في ان يبقى موحدا. وقال احمد الصافي ممثل السيستاني في خطبة الجمعة في كربلاء «انعقدت اولى جلسات البرلمان الجديد وفقا لما نص عليه الدستور، وتفاءل المواطنون ان يكون ذلك بداية جيدة للمجلس للالتزام بالنصوص الدستورية والقانونية، ولكن ما حصل من عدم انتخاب رئيس المجلس ونائبيه كان اخفاقا يؤسف له». وتابع «المؤمل من الكتل السياسية ان تكثف جهودها وحواراتها للخروج من الازمة الراهنة في اقرب فرصة». وفشل البرلمان العراقي المنتخب الثلاثاء الماضي في انتخاب رئيس له في جلسته الاولى بحسب ما ينص الدستور، ليستنسخ بذلك الانقسام الذي ظلل عمل البرلمان السابق لاربع سنوات. والى جانب انتخاب رئيس مجلس النواب، ينص الدستور العراقي على ان يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال ثلاثين يوما من تاريخ اول انعقاد للمجلس، ويكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عددا بتشكيل مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوما من تاريخ انتخابه. وتطغى مسألة ترشح رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم العراق منذ العام 2006 والمتهم بتهميش السنة لتولي رئاسة الحكومة لولاية ثالثة، على العملية السياسية في العراق الذي يعيش منذ سنوات على وقع ازمات سياسية متلاحقة وانقسام حاد بين سياسييه. وقال الصافي اليوم ان «الاسراع بتشكيل الحكومة وفقا للاطر الدستورية مع رعاية ان تحظى بقبول وطني واسع، امر في غاية الاهمية». واضاف «كما من المهم ان يكون الرؤساء الثلاثة، رئيس البرلمان ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، منسجمين في ما بينهم في وضع السياسات العامة للعراق وقادرين على حل المشاكل التي تعصف به وتدارك الاخطاء الماضية». ويشن مسلحو ما يسمى تنظيم «الدولة الاسلامية» الى جانب مسلحي تنظيمات متطرفة اخرى هجوما منذ اكثر من ثلاثة اسابيع سيطروا خلاله على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها تكريت والموصل (350 كلم شمال بغداد). واكد ما يسمى تنظيم «الدولة الاسلامية» اقوى التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في العراق وسوريا والذي أعلن قيام «الخلافة الاسلامية» ومبايعة زعيمه ابو بكر البغدادي «خليفة للمسلمين»، نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتي كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية. وفي خضم هذا الهجوم الذي سمح للاكراد بالسيطرة على مناطق متنازع عليها مع بغداد بعد انسحاب القوات الحكومية منها، دعا بارزاني امس الأول برلمان اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي الى اجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير. لكن البيت الابيض الذي كان يعمل من خلف الكواليس لمحاولة اقناع القادة السنة والشيعة والاكراد في العراق بتشكيل حكومة وحدة وطنية في بغداد، عبر عن معارضته هذا الاقتراح. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جوش ارنست «الواقع هو اننا لا نزال نعتقد ان العراق اقوى اذا كان متحدا»، مضيفا «لذلك تواصل الولايات المتحدة الدعوة الى دعم عراق ديموقراطي وتعددي وموحد وسنواصل حث كل الاطراف في العراق على الاستمرار بالعمل معا نحو هذا الهدف». والتقى نائب الرئيس الاميركي جو بايدن في وقت لاحق كبير موظفي مكتب بارزاني فؤاد حسين وشدد امام الوفد الكردي على «اهمية تشكيل حكومة جديدة في العراق تضم كل المكونات» لمقاتلة «الدولة الاسلامية»، بحسب ما اعلن البيت الابيض في بيان. على صعيد آخر، ذكرت الشرطة العراقية امس الجمعة ان 15 شخصا بينهم عناصر في ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) قتلوا واصيب 19 آخرون في سلسلة حوادث عنف متفرقة في مدينة بعقوبة (57 كم شمال شرق بغداد). وابلغت المصادر وكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) ان «قوات البيشمركة الكردية قصفت احد معاقل واوكار تنظيم داعش في الاطراف الجنوبية لناحية جلولاء شمال شرق بعقوبة اسفر عن مقتل خمسة من مسلحي التنظيم وتدمير المنزل الذي كانوا يتواجدون فيه بالكامل وبالمقابل اطلق تنظيم داعش اربعة قذائف هاون على مناطق حي التجنيد وحي الوحدة وسط ناحية جلولاء ادت الى مقتل ثلاثة مدنيين واصابة تسعة آخرين بينهم اربعة من النساء وطفل بجروح وان عددا كبيرا من المدنيين والعوائل اصابهم الهلع والخوف مما ادى الى خروج عدد كبير منهم الى خارج منازلهم والمبيت في شوراع المدينة». واوضحت ان «عبوة ناسفة موضوعة بالقرب من احد المحلات التجارية جنوب بعقوبة انفجرت وتسببت بمقتل مدنيين اثنين اصابة ستة آخرين بجروح وان ضابطا برتبة نقيب قتل بهجوم شنه مجهولون بأسلحة رشاشة اثناء مروره من الطريق المؤدي الى المقدادية وان عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق في قرية حد مكسر شمال شرق بعقوبة انفجرت عند تواجد دورية راجلة لعناصر الشرطة اسفرت عن مقتل ضابط برتبة نقيب وشرطي ومدنيين كانا بالقرب من مكان الانفجار واصابة اربعة آخرين من الشرطة بجروح مع تدمير عدد من المحلات التجارية القريبة». وفي سياق ذي صلة، افاد شهود عيان ان عناصر ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) اختطفوا صحفيا وولده بعد اقتحام منزله جنوب مدينة الموصل (400كم شمال بغداد).
وأبلغت عائلة الصحفي وكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا) «ان مسلحين ينتمون الى (داعش) اقتادوا في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية الصحفي فاضل الحديدي وولده الى جهة مجهولة من مدينة الموصل بعد ان اقتحموا منزله في منطقة وادي حجرجنوب الموصل». واوضحت «فقدنا الاتصال به بعد اقتياده من قبل المسلحين».
ويعمل الحديدي في صحف محلية تصدر بمدينة الموصل وكانت المجاميع المسلحة ذاتها قد اختطفت الاسبوع الماضي الصحفي جمال صبحي وولده واقتادوهما الى جهة مجهولة وما زال مصيرهما مجهولا.