[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
بين جمل الحديث الودي على ارض سورية تحوي قاعدة روسية، قال الرئيس السوري بشار الأسد، أمام الرئيس الروسي بوتين وكبار ضباط الجيش الروسي، بما معناه ان السوريين سيقرأون في المستقبل عن الأبطال الروس في سوريا مثلما سيقرأون عن الأبطال السوريين ..
كلام ليس فيه اية مجاملة، حقيقي ومن القلب، وصف مشاعر اتجاه دور لم تغلب فيه المصلحة الروسية فقط، بل ذلك الحنين إلى مكان لروسيا تاريخ فيه، بل هنالك احساس مهموس بلقاء الشرق على ارض تكاد تشتبك بما هو مفهوم بين روسيا وسوريا.
هو العصر الروسي الذي لم يأت من فراغ، بل كان الفضاء العالمي ولا يزال يطن بحضور السوفيات، فإذا كل ما جرى ان التسمية اختلفت لكنها ظلت ضمن ثوابتها، اذ ليس بين السوفياتي والروسي سوى بعض من زمن، وبعض من ايديولوجية، حكمها الروس في الحالة الأولى، ثم هم يحكمون حاليا.
ولم تكن سوريا دولة طارئة بالنسبة للأول، ولهذا ظلت ثابتا عند الروسي، انه فعل الأصدقاء الذي يصدق فيه الروس كما صدقت فيه سوريا، وروسيا المشرقية تقوم على رابطة الثقة اولا فماذا لو اضيف عليها المصالح.
العصر الروسي الذي اصبح ابرز المعطيات المعاشة اليوم في السياسة الدولية، قدم لسوريا ما كان سيقدمه لبلاده، فكان دوره من الأسس التي ادت إلى اندحار الإرهاب بهذا الشكل الدقيق عن الأرض السورية .. لم يقل الروسي ان امن روسيا من امن سوريا، بل مارسها امام ذاته والآخرين .. صحيح ان قاعدة حميميم ارض سورية، الا انها الحضن الحميم الروسي لكل الارض السورية.
الصانع الماهر لإعادة دورة التاريخ إلى ثوابتها الرئيس فلاديمير بوتين، ذلك العاشق لروسيا بعقله القيصري وقلبه الشيوعي، اعاد تأسيس بلاده كأنه لم تحصل فجوة في تاريخها، او نقلة مرحلة، هو الآن سيد اللعبة في العالم، من خلال سيادته في المياه الدافئة التي كانت حلم بطرس الأكبر.
روسيا في مرحلتنا هذه تحدد التاريخ الجديد لما سيكون عليه في السنوات القادمة .. لم يكتب في التاريخ ان دولة كبرى حكمت لوحدها ، خلال مرحلة النعاس الروسي اجتاح العالم كلام وحديث عن القطب الواحد الذي يحكم العالم وهو الاميركي، فإذا بعودة روسيا إلى دورها تصحيح لمسار التاريخ، واعادة كتابة المفهوم الحقيقي للصراع على قاعدته الثابتة .
امام الرئيس بوتين الذي مر بين عواصم في الشرق الأوسط، كأنما يتفقد بعض موجوداته، ان روسيا حين واكبت الحرب السورية ودخلت طرفا مباشرا فيها ، لم تكن تأبه لأية قوة اخرى، كانت عظمتها دافعا، ودفء حضورها المشرقي بأنفاسه الخاصة تحركها، ثم مصالحها الضرورية القائمة على استراتيجية خيار ان تكون في البحر المتوسط فعلها .
انتهى زمن القطب الاميركي الذي عبث في الأرض واوجع شعوبا وامما وحاول ان يغير من صورة الأمكنة متسولا امركتها الا انه لم يستطع .. لعل العراق نموذجه الذي دخله محتلا ،، فيما الروسي في سوريا طاردا لاحتلال الارهاب الذي ان كررها فلسوف يرى العجب من القوة الروسية العسكرية كما قال الرئيس بوتين.
سيذكر التاريخ السوري الذي سيكتب عن المؤامرة على سوريا ما صنعه الأبطال الروس الذين اوفدهم بوتين وراء مهمة تخص بلاده ايضا .. قتل الإرهاب في سوريا كان يعنيه قتله في روسيا، بل في كل مكان .. اذا اردت ان تقتل الأفعى فاذهب إلى رأسها اولا وهو ما فعله في سوريا.