بغداد ـ (الوطن) ـ وكالات:
فتح رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي الأزمة السياسية في العراق على مزيد من التعقيدات بعدما أعلن أنه لن يتنازل "أبدا" عن ترشحه لولاية ثالثة، رغم الانتقادات الداخلية والخارجية، في خطوة تؤشر إلى أن عملية تشكيل حكومة جديدة لن تشهد خاتمتها قريبا فيما حققت القوات الحكومية تقدما في تكريت في حين انفجرت سيارة مفخخة أمام مقر عسكري بسامراء ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى.
وجاء موقف المالكي هذا رغم دعوة المرجعية الشيعية للإسراع في تشكيل حكومة تحظى بقبول وطني واسع، وسحب خصمه السياسي رئيس البرلمان أسامة النجيفي ترشحه لولاية ثانية على رأس مجلس النواب إفساحا في المجال أمام توافق سياسي حول الرئاسات الثلاث.
وقال المالكي (64 عاما) في بيان نشر على موقع رئاسة الوزراء "لن اتنازل أبدا عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء".
وأضاف أن ائتلاف "دولة القانون" الذي قاده في الانتخابات الأخيرة وفاز بأكبر عدد من مقاعد البرلمان (92 من بين 328) مقارنة بالكتل الأخرى "هو صاحب الحق في منصب رئاسة الوزراء وليس من حق أية جهة أن تضع الشروط، لأن وضع الشروط يعني الدكتاتورية، وهو ما نرفضه بكل بقوة وحزم". على حد قوله.
إلى ذلك استعادت القوات الحكومية العراقية مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين الليلة قبل الماضية في انتصار رمزي ضمن مساعيه لاستعادة مساحات كبيرة من الأراضي استولى عليها مسلحون في شمال وغرب العراق.
وقالت وسائل اعلام رسمية والشرطة وسكان إن القوات الحكومية مدعومة بطائرات هليكوبتر ومقاتلين متطوعين استعادت قرية العوجة في معركة استمرت ساعة الليلة قبل الماضية.
وتقع العوجة على بعد ثمانية كيلومترات جنوبي مدينة تكريت التي لا تزال في أيدي المسلحين منذ أن شنوا هجوما مباغتا في شمال العراق الشهر الماضي.
وبدأت الحملة لاستعادة تكريت يوم 28 يونيو لكن القوات فشلت حتى الآن في استرداد المدينة التي سقطت بعد انسحاب الجيش والشرطة الشهر الماضي امام هجوم المسلحين الذي مكنهم أيضا من السيطرة على الموصل ومناطق رئيسية أخرى.
ونقل التليفزيون الرسمي عن قاسم عطا المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية قوله إنه تم "تطهير" العوجة تماما وقتل 30 مسلحا. وقال مصدر في الشرطة إن ثلاثة مسلحين قتلوا.
في غضون ذلك قتل 15 شخصا على الاقل بينهم جنود واصيب 25 بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند مدخل مقر عسكري الى الجنوب من مدينة سامراء العراقية، بحسب ما أفاد مصدر في الشرطة ومصادر طبية.
وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة سامراء (110 كلم شمال بغداد) "قتل 15 شخصا هم جنود ومتطوعون في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند مدخل مقر عسكري" على بعد نحو 15 كلم جنوب سامراء.
وأكد طبيب في مستشفى سامراء حصيلة ضحايا هذا الهجوم الانتحاري.
وغالبا ما يشهد محيط مدينة سامراء التي يشكل السنة غالبية سكانها تفجيرات وهجمات تستهدف قوات الجيش وعناصر الأمن.
من ناحية أخرى ذكرت مصادر أمنية عراقية أن مقاتلي العشائر تمكنوا من قتل سبعة من عناصر مما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وإصابة عشرة آخرين بجروح في مناطق جنوب وغربي مدينة كركوك (250 كم شمالي بغداد).