(١)
نَسِيَ تدفّقه في الضحك
تتبّع غبار قلبِهِ
لينزلقَ البحرُ داخله
الأنهارُ تُدغدغُ صلادةَ الأحجارِ
ولا تضحكُ الأحجار
الأحجار تكاثرت جبالا على قلبِه
*
كان يرفرف بخفّة طفولة
*
كمن يقبض غبار جثثٍ سحيقة
يتتبعُ امرأة ليشربَ منها طفولةً
فيضحك
*
كظِلّ كسيرٍ مهزوم
ليُرى..، رمي حبّةَ زبَدٍ أمام الشمس•
سحبه الرمادُ للغرق
ماذا لو أقفلتُ هذا الباب الذي لا صوتَ فيه للشمس
لن يتبعني نحلةٌ ، ولا كلبٌ
ولا حانوتيٌّ دائن
*
الشمسُ باردةٌ
وقلبي فُتاتُ بسكويتٍ لعصافيرِ النافذة
النافذةُ زجاجٌ يظهر بها شبحي،
فتطيرُ العصافير
والأغاني بخار رُوحي الباردة
*
(٢)
لَمْ يستطِعْ حمْلَ الندى قلبي
بلَلْبْتُهُ بالوقتِ
أثقلَه الندى
فهوى
(٣)
الوقتُ كطينٍ لازبْ
والرملُ تسرّبَ لِضلوعي
يا أمّي ماذا أفعلُ
والدنيا تردمُ ينبوعي
(٤)
أُمرِّنُ ذاكرتي لِغَدٍ
سأضحكُ فيه بلا مُضحِكِ
ولا أجتبي ما الذي أتذكّرُ
لا أجتبي ما الذي أشتكي
أُحدِّقُ فيما مضى من غدي
وأضحكُ أنّـي نسيتُ الغبارَ ..
على ضحكي
(٥)
راح الكثير الذي قد كان يضحكني
وصرتُ أثقل في قلبي من الجبلِ
وكان رُوحي أغلى ما بكيتُ على
ضياعِهِ ، حينما حوصرتُ بالوجلِ
لا شيءَ أوضحُ فينا من طفولتنا
كؤوسُ سكْرتِها مُجّتْ مع العسلِ
ما عاد في القلبِ موسيقا تُضمّدُهُ
إِلَّا كما مسّني الشلّالُ بالـبـلَـلِ
أُخبِّئُ القهقهاتِ الآسياتِ دمي
كما تجرّأ مضطرٌ إلى الـزللِ
يا أيها الرَجل الـتُبكيهِ ضحكتُهُ
أسمعتَ ميتًا إذا تبكي على طللِ
يونس البوسعيدي