الإثنين 5 يونيو 2023 م - ١٦ ذي القعدة ١٤٤٤ هـ
الرئيسية / آراء / باختصار : أصبح عندي الآن بندقية

باختصار : أصبح عندي الآن بندقية

زهير ماجد

قبل حرب الأيام الستة عام 1967 بأيام، صدحت اغنية لام كلثوم “راجعين بقوة السلاح ” اعتبرت بعد الهزيمة فألا سيئا، لكن كوكب الشرق كما سماها مصطفى أمين، لم تهدها مثل تلك الشائعات، فقد كانت تعرف أن للهزيمة اكثر من وجه، اشدها على النفس، الالاعيب الدعائية التي تهدف الى تدمير الذات، بعد دمار الجيش المعول عليه.
في تلك الاثناء كان الفلسطينيون يرتبون عالمهم وواقعهم باعتماد مقولة ام كلثوم ان لاعودة بدون السلاح، فكانت المنظمات الفدائية، وكان سلاحها، وكانت المنطقة العربية التي لبت النداء الفلسطيني الجديد ووفت .. واكراما لهذا كله ومستجداته على الارض العربية بظهور قوة فاعلة ولها رصيدها الشعبي الكبير ، صدحت اغنية اخرى لكوكب الشرق من شعر نزار قباني تقول ” اصبح عندي الآن بندقية / الى فلسطين خذوني معكم”، الى ان تختم ” الى فلسطين طريق واحد يمر من فوهة بندقية”. خاتمة كرست الحقيقة ولسوف تكرسها كل يوم، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، وهي برسم من لم يع بعد ان الكيان الاسرائيلي وصل الى وضعه الحالي المنتفخ عندما تخلى الفلسطيني عن سلاحه.
عديدة هي الاغنيات التي صدرت في ذلك الوقت وكلها تمجيد بالفدائي الفلسطيني وبسلاحه ، منها اغنية ” فدائي ” لعبد الحليم حافظ، ومنها اغنيات المقاومة التي اقتحمت كل بيت فلسطيني وصارت من مستلزمات يومياته كعامل تحريض واغتسال للنفس من احساس اللجوء المستسلم الى حس الفدائي العائد، فالسلاح هنا زينة الرجال كما كان يقول الامام موسى الصدر، بل لا فلسطين بدونه، ولكم ترددت كلمات جمال عبد الناصر يومها، في مقولته المشهورة ” ماأخذ بالقوة لايسترد الا بالقوة ” وان المقاومة الفلسطينية أنبل ظاهرة عربية”.
تجدني اليوم وانا اتطلع الى مشروع الانتفاضة الفلسطينية وحال المنتفضين العزل من أي سلاح سوى سلاح الايمان والشجاعة والحس الفلسطيني العالي، اراقب المشهد بين الجنود الاسرائيليين وبين المتظاهرين، حيث السلاح سيد الموقف الاسرائيلي .. وكلنا يعرف ان الاسرائيلي يخاف من الكلمة المتفجرة، خوفه من أي سلاح بايدي الشباب المتضامن الذي يعيش وحدة تعبير نموذجية.
مسألة السلاح محسومة، فإذا ماانتفى، على المنتفضين ان يجدوا البديل، الذي يبدأ من شكل التنظيم للحراك اليومي، الى مفهوم الصدام وتفاصيله، الى ضمانات مابعد الشهادة التي تصبح في هذه الحال حاصلة في أي وقت وتوقيت. لكني اعود الى الوراء ان هنالك انتفاضتين بلا سلاح حصلتا بينهما زمن بسيط، فماذا كانت النتيجة سوى شهداء ومصابين ومعاقين حتى اليوم .. لا اعتقد ان الاسرائيلي لم يكن على جهوزية منذ ان اطلق ترامب جملته الانفجارية حول القدس، الاسرائيلي مستعد لوضع كامل جيشه في وجه كل الشارع الفلسطيني مقابل ان لاتطلق رصاصة واحدة على جنوده. لاحظوا خوف الجنود الاسرائيليين من المنتفضين رغم انهم عزل.
الفلسطينيون يكتبون تاريخا، سيمر على الانتفاضات كأنها حدث خارج سياق حقيقة هذا الشعب، اما ان يقال ان هنالك ثورة مسلحة، فتلك هي الواقعية التي توجب شعبا حاول بكل الطرق ان يترجم ارتباطه بفلسطين، فلم يسمح له احد ، فيما تمكن اثناء ثورته المسلحة ان يغير كل الخرائط ..

إلى الأعلى
Copy link
Powered by Social Snap