[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
يمكن للشهيد محمد أبو خضير أن يعيد تصويب القضية الفلسطينية التي من المؤسف القول إنها تحت مراقبة السلطة الفلسطينية أكثر منها من اسرائيل، وان الشعب الفلسطيني موضوع تحت تلك المراقبة الدقيقة بما لايسمح له أن يزيد من جرعة تحركه الى حد الوصول الى الانتفاضة. بعد اليوم لاقتال ضد اسرائيل حتى لو تمت " بهدلة " كل الفلسطينيين، حتى كأن القيمين على الشعب الفلسطيني باتت تزعجهم الى حد النفور كلمة " ثورة " أو الأقل منها تسمية مثل الانتفاضة، او حتى مجرد تحرك زيد من دوزه.
كل تلك الاعتبارات تصنع اليوم في عالم الشعب الفلسطيني الحائر بين الممنوعات وبين قدراته، بين المسموح له فعله، وبين مراعاة خاطر إسرائيل. لا أحد يريد ازعاجها كيلا تصل الى مرحلة الجنون كما يعتقدون .. يترك ذاك الكيان الهش لقضاياه الأخرى، وهي عديدة في الحالة العربية .. فاسرائيل تساهم مباشرة في أحداث سوريا، كما هي داعمة ان لم تكن مولدة لـ " داعش " ، وهي في غاية السرور ودفع الاكراد لاقامة دولتهم طالما انها تعادي العراق وبالتالي العرب .. وهي موجودة في اكثر الملفات العربية الداخلية منها او المتعلقة بها في الخارج ايضا.
هي ليست كيانا سوبر له الف يد والف رجل وأدمغة، بل ما يناله من رعاية اميركية واوروبية ومن بعض العرب ومن تركيا ... فلها اذن كل التسهيلات التي تساعدها نحو المزيد من اطالة عمرها، الذي بات له تأثير في إطالة اعمار.
لو كنا في غير ظروف الواقع الفلسطيني الحالي لما مرت الأمور على خير، على الأقل كان الشعب الفلسطيني قد استأنف انتفاضته او اتجه الى حراك مثمر كما فعل في مرات سابقة. لكننا ونحن نرى ما يجري في الضفة مع بضعة شبان نعرف أنهم جميعا تحت الكونترول الأمني وان السلطة تريد ايصال رسالة معنونة بأننا قد نفلت من يدنا ما هو أوسع من هذا المشهد الذي ترونه. يفهم الاسرائيلي لكنه غير مهتم وغير محتاج لأن يهتم طالما ان هنالك من يقوم بالنيابة عنه بما يفترض ان يؤمن أمنيا.
ومن الملفتات ايضا، ان الغارات الاسرائيلية على غزة صارت بالعشرات، امام صمت بات مؤكدا انه متفق عليه، لكن أن يقوم الغزاويون بالرد ولو من قبيل التذكير تقوم القيامة ويتحرك العالم ويشجب بان كي مون.
زمن شطبت فيه تماما أصول الكبرياء العربي التي باتت من الكلمات المضحكة في قاموس كثيرين .. هم لايريدون كلمة كرامة في سباق التحولات نحو المسكنة التي كلما زاد منها العرب، ازدادت اسرائيل فجاجة وعنصرية ضدهم .. أليس ما يحصل اليوم فيها وعلى الفيسبوك ما يدعو لفهم آخر التفكير الصهيوني الذي يدعو بمجمله الى قتل العرب اينما كانوا.
ستذهب دماء ابو خضير وغيره من دماء الفلسطينيين والعرب طالما ان اوامر اسرائيل الصارمة تحكم الفهم الدولي ووجدانه إن كان موجودا، وحتى بعض العربي الذي نام على حرير الأمنيات الواعدة له ببقاء إسرائيل من أجل بقائه، وهي كاذبة في كل الأحوال.