[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/suodalharthy.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]سعود بن علي الحارثي[/author]
” .. مشاكل وطموحات وتحديات الأمس تختلف شكلا ومضمونا عنها في اليوم أو في الغد، والعمل والتطور والحراك متعدد الأوجه والرقي واختلاف الوسائل والبرامج والآليات والمناهج التي تتبدل وتتطور في كل يوم لابد من أن تصحبها أو تنتج عنها بعض الأخطاء والمشاكل والتحديات، وظهور ممارسات وسلوكيات بغيضة ومسيئة وظواهر مقلقة ومضرة من بعض أفراد المجتمع،”
ـــــــــــــــــــــــــ
نحن مجتمع لا نختلف عن المجتمعات الأخرى وفقا للمشهد العام فلنا إنجازاتنا ومكاسبنا وهمومنا وأخطاؤنا ومشاكلنا وقضايانا الكثيرة، ونحمل في الوقت ذاته طموحات وأحلاما ولدينا أهداف ومصالح متعددة تتغير وتتطور وتختلف وفقا للظروف والمستجدات والامكانيات، نرسمها ونضع لها الخطط ونحدد الوسائل سعيا وراء تحقيقها ذلك على مستوى الفرد والجماعة، فمشاكل وطموحات وتحديات الأمس تختلف شكلا ومضمونا عنها في اليوم أو في الغد، والعمل والتطور والحراك متعدد الأوجه والرقي واختلاف الوسائل والبرامج والآليات والمناهج التي تتبدل وتتطور في كل يوم لابد من أن تصحبها أو تنتج عنها بعض الأخطاء والمشاكل والتحديات، وظهور ممارسات وسلوكيات بغيضة ومسيئة وظواهر مقلقة ومضرة من بعض أفراد المجتمع، كل ذلك يدخل ضمن الوضع الطبيعي والصحي الذي لا يخلو منه مجتمع ولا يسلم منه قطر من الأقطار، المحك من ذلك كله يتمثل في وقوف المجتمع موقف الواعي بالمتغيرات والمستجدات الحادثة، ويقظته في متابعة تأثيراتها ونتائجها عليه، ومن ثم الاعتراف بالمشاكل والأخطاء متى ما وقعت، والاستعداد التام للتقييم والتشخيص والمعالجة والاصلاح .. ولتحقيق ذلك الأمر فإنه لابد من التحلي بالانصاف في النظر إلى الواقع والأخذ بالموضوعية والدقة منهجا والاصطفاف مع المخلصين للوطن الذين يقدمون مصلحة المجتمع على مصالحهم الخاصة في الطرح وفي إبداء الرأي وفي الحوار والمناقشة وفي النقد وعند إجراء المقارنات ما بيننا وبين الآخر .. إن المستمع للتصريحات الصادرة عن عدد من المسئولين في الدولة والمتابع للمناقشات بين الأفراد بمختلف شرائحهم وتوجهاتهم والمطلع على المشاركات في المواقع الحوارية عبر النت والقارئ للكتابات والتحليلات والمقارنات الكثيرة التي تتطرق وتتحدث عن شئون الوطن وما يجري فيه من حراك سياسي وثقافي ومن تطورات ومستجدات وتغييرات في القيم والأنماط والظواهر والسلوكيات وما تحقق من منجزات ومكاسب في مختلف القطاعات والتعرض بالتالي للمشاكل والاخفاقات والطموحات والممارسات واستغلال للسلطة، وعن المزايا والعيوب والمساوئ والمحاسن والمطالبات بحقوق ومزايا وبالمزيد من الانجازات .. نكتشف أن البعض قد اتخذ طريق الانصاف وانتهج الموضوعية في الطرح والرأي وكان متوازنا في التشخيص والتحليل وابتعد ما أمكن عن الغلو سواء أكان هذا البعض في موقع الدفاع أو النقد، الاعتراف أولا بما تحقق للوطن والمواطن من منجزات ومكاسب وتطورات تتطلب الشكر والتقدير وما يتطلبه ذلك من وعي للحفاظ على ما تحقق بالوسائل المتاحة، ثانيا استيعاب المشاكل والأخطاء والممارسات والتحديات التي يعاني منها المجتمع مدعومة بالأدلة والحجج لا بالأقاويل والشائعات وطرحها على بساط البحث بكل صراحة وقوة وموضوعية مهما كان الثمن وكانت الآثار تدفع إلى تلك النتيجة الإخلاص والانتماء للوطن والحرص على مصلحة المجتمع، أما البعض الآخر فقد وقف موقف المتطرف في النظرة إلى الأخطاء والممارسات والعيوب من خلال تبني وجهتي نظر مغايرتين، لا تعترف الأولى بتلك الأخطاء والعيوب والممارسات، فالمسئول في مؤسسته لا يعترف بارتكاب الأخطاء ولا يلتفت إلى المشاكل حتى وإن كانت موجودة وسيدافع باستماتة عن سياساته وقرارته وآرائه وبرامجه مهما كانت الآثار والنتائج لتلك القرارات والسياسات ، ومن جانب آخر فنحن في عرف آخرين من أبناء الوطن مجتمع له خصوصيته ومقوماته وتاريخه الناصع ولا يمكن لبعض أفراده أن يأتوا بممارسات شاذة غير معهودة، أما النظرة الثانية فتغاير الأولى تماما، نظرة لا ترى تلك المكتسبات ولا الإنجازات على أرض الواقع، وكل حدث وأمر وعمل بحسب رؤيتها إنما هو قائم على المؤامرة والأهداف ومصالح ترتبط بفئة أو شريحة، ونظرتها إلى كل ما لدى الآخرين بأنه أكثر جودة وقيمة ومشاكلهم وهمومهم لا شيء مقارنة بالمشاكل والهموم التي نعانيها، إفراط وتفريط في الطرح والرأي لا ينسجمان مع الواقع ولا يستندان إلى دليل واضح ولا إلى حجة مقنعة، إن التوازن في الطرح والانصاف في إبداء الرأي يدلان على رجاحة العقل وعلى الفهم العميق للأمور والقدرة على التحليل والتمحيص والمجتمع في أمس الحاجة إلى الآراء والأفكار والأطروحات التي تخدمه وتصلح حال الوطن وتساعد على المعالجة والتطوير والارتقاء.