ابراهيم الصوافي:يؤمر الانسان أن يضاعف الجهد ويستفرغ الطاقات ويستغل ساعات الليل والنهار فيما يرضي ربه ويقربه منه

ـ صلاة التراويح من العبادات العظيمة عند الله عزوجل، وفيها غفران ما تقدم من الذنوب للإنسان

ـ المرأة مأجورة على ما تقوم به من عمل بدني في بيتها، وينبغي أن تصدق النية حتى يتحول عملها الى عبادة تؤجر عليها

التقاه ـ علي بن صالح السليمي:
قال الشيخ ابراهيم الصوافي أمين الفتوى بمكتب سماحة المفتي العام للسلطنة بوزراة الاوقاف والشؤون الدينية: ان الوقت هو أثمن ما لدى الانسان فهو رأس مال تجارته مع الله عزوجل ويؤمر المؤمن ان يصرّف وقته فيما يحقق له الخير والسعادة في الدنيا والآخرة، حيث ان الوقت له أهميته العظمى عند الله عزوجل ولذلك اقسم الله به في آيات كثيرة ، فقد اقسم الله عزوجل بالصبح والضحى والعصر وبالليل .. وغير ذلك من الاوقات ، وقسم الله تعالى بها يدل على عظمتها وعلو قدرها عنده جل وعلا.
وأوضح الصوافي بأن الانسان يُسأل عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما ابلاه ، وهذا يحتم على المسلم ان يكون جاداً في هذه الحياة، مستثمرا لوقته، منتفعاً بعمره.
مؤكدا هنا على أن شهر رمضان هو فرصة سانحة لمضاعفة الاعمال الصالحة وزيادة القربى من الله عزوجل وهو لا يتكرر كثيرا للإنسان ولا يدري هذا الانسان اذا فاته رمضان الحاضر هل سيعيش لرمضان القادم.
مشيرا الى انه من الغرور والأماني الفارغة ان يحلم الانسان بشئ ليس في يده ويفرط بشئ هو في متناول اليد بل الانسان اذا ابقاه الله عزوجل في رمضان وهو في صحة وعافية وقدرة على الصيام والقيام يؤمر بأن يضاعف الجهد وان يستفرغ الطاقات وان يستغل ساعات الليل والنهار فيما يرضي الله عزوجل ويقربه منه سبحانه وتعالى، مضيفا بأن المؤمن يؤمر كذلك ان يستغل الوقت في شهر رمضان المبارك من طلوع الفجر الى آخر الليل، فيبدأ الفجر بالذكر والدعاء واذكار الصباح ويصلي الفجر ويقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم واذا استطارع ان يبقى في المسجد الى طلوع الشمس وارتفاعها ثم يصلي صلاة الضحى فذلك أعظم للأجر وبعد ذلك يقضي سحابة النهار في كل عمل صالح يتقرب به الى الله عزوجل كطلب الرزق للعيال او خدمة الناس او عونهم، وان كان في اجازة او غير مرتبط بعمل فيؤمر ان ينظم هذا الوقت من الصباح في الاكثار من صلاة النافلة وقراءة القرآن والاستمار للمواعظ والحكم والدروس النافعة وصلة الارحام وزيارة المرضى وغير ذلك من الاعمال التي يستغل فيها النهار ثم بعد ذلك قد يحتاج الى قسط من الراحة فيما بين الظهر والعصر يستمد فيه الطاقة ويخفف عن نفسه التعب الذي عاناه في اول النهار فينام بنية العبادة ويتحول نومه الى عبادة وليس نوم من اجل الراحة، ثم يستيقظ لصلاة العصر فيسارع الى المسجد ان كان رجلاً فيصلي العصر ولا ينبغي ان يتعجل بالخروج من المسجد بعد الصلاة وانما يبقى في المسجد ان كان هناك درس او موعظة يستمع اليها وكذلك يمسك بالمصحف ويقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم ويقرأ ولو جزءا واحدا خاصة ونحن نعيش فترة الصيف ووقت العصر طويل قد يزيد عن الساعتين مما يعني ان الانسان قد يعمل فيه الكثير من اعمال البر وفي مقدمتها الاكثار من قراءة القرآن الكريم.
منوها بأن المرأة هي كذلك مأجورة على ما تقوم به من عمل بدني في بيتها من اعداد الطعام وتنظيف البيت وغسل الملابس .. وغير ذلك من الاعمال المنزلية، فينبغي ان تصدق النية في هذا العمل حتى يتحول الى عبادة تؤجر عليها هذه المرأة، لكنها مع ذلك لا بد من ان تأخذ حظها ونصيبها من العبادات والطاعات التي ترق بها النفس وتصلح بها الروح وتتقرب بها الى الله عزوجل، فينبغي ان تكثر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والحوقلة حتى وهي تباشر عمل المنزل كأن تكون في المطبخ واثناء الطبخ تجعل لسانها رطباً بذكر الله عزوجل فتجمع بين عبادتين: عبادة العمل المنزلي وعبادة الذكر لله سبحانه وتعالى، كما ينبغي الاقتصاد في اعداد موائد الطعام خلافاً لما تفعله بعض الاسر، حيث تقضي المرأة ساعات طويلة في المطبخ وتتفنن في اعداد الطعام فتملأ المائدة بأصناف كثيرة، وكل هذا يأخذ من وقت المرأة ومن جهدها فلا تجد بعد ذلك همة ولا نشاطاً ولا وقتاً للصلاة وقراءة القرآن الكريم .. وغير ذلك من اعمال البر وهذا من الخطأ، صحيح انه مطلوب ان تنوع في تلك المأكولات ولكن ان تقتصر على انواع محددة وفي كل يوم تضيف انواعاً اخرى من غير ان يستغرق ذلك الوقت كله.
وقال الصوافي: ان على الانسان قبيل موعد المغرب ينبغي عليه ان يختتم نهاره بالذكر لله عزوجل فياتي بأذكار المساء ويكثر من التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار والحوقلة، وهنا من الافضل ان تجتمع الاسرة على مائدة الافطار فان في هذا الاجتماع ما يؤلف بين القول ويشد الاسرة الى بعضها البعض فيفطرون على السنة ببعض تمرات او رطبات وجرعات من الماء بما تيسر ويسد الظمأ، ولا ينبغي الاكثار من الأكل والشرب في تلك الموائد ولحظة الافطار الأولى لأن ذلك ما يجعل البعض يتأخر في افطارهم عن اداء صلاة الجماعة فتفوتهم او يستدركون من ركعاتها فينبغي المسارعة الى صلاة المغرب في جماعة وبعد ذلك يتناول ما يشاء من الطعام ثم يتهيأ مبكرا لصلاة قيام رمضان او التراويح وهنا من الافضل ان يتقدم للصلاة عند الاذان فيستغل وقته في قراءة القرآن الكريم بين فترة الاذان والإقامة وكلما ضاعف من القراءة تتضاعف درجته ومنزلته عند الله تعالى ويحرص على صلاة التراويح، لانها من العبادات العظيمة عند الله عزوجل ، وعظم اجرها كما اخبرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم):(من قام رمضان ايماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) .. فياله من فوز عظيم ان ينال الانسان من قيامه رمضان غفران ما تقدم من ذنبه وما اكثر الذنوب التي يقع فيها الانسان من حيث يعلم ومن حيث لا يعلم فكيف يفرط الانسان في هذا الفضل العظيم، وللأسف هناك من يتخلف عن اداء صلاة التراويح او يصلي قياماً واحداً ومنهم من لا يصلي .. الى غيره، وكل هذا من الأخطاء فينبغي على الإنسان ان يكيّف أوقاته وارتباطاته الاخرى بما لا يشغله عن أداء صلاة التراويح ولا ينبغي أن ينصرف إلا بعد أن ينصرف الامام.
وقال: ولنتذكر جميعا قول الله عزوجل عن شهر رمضان انه ايام معدودات فهي ايام معدودات تذهب سراعا لا يكاد اليوم يبدأ حتى يمضي وسنجد أنفسنا مع آخر الشهر، فهو محطة عظيمة مباركة ينبغي ان نستغلها ونصبّر نفوسنا عليها. واوضح بأن الانسان بعد اداء صلاة التراويح ينصرف ليقضي وقته سواء وجبة العشاء او زيارة مريض او زيارة الارحام او عون محتاج او غير ذلك من اعمال الخير والبر فذلك خير ثم عليه ان يسارع في النوم خاصة لقصر ساعات الليل حتى يمكنه من القيام في آخر الليل فهي صلاة المتقين فكيف اذا كانت في شهر رمضان المبارك الذي تضاعف فيه الحسنات والاجور، ولا ينبغي ان يغفل عن الاستغفار والذكر والدعاء في تلك الاوقات الثمينة.
منوها بأن المسلم يختم يومه بالسحور وهو تناول شئ من الطعام او الشراب ولو كان قليلا في آخر الليل ولا ينبغي على الانسان ان يتغافل عن السحور لما ورد فيه من بركة وتقوية على الصيام، وكان الرسول (عليه الصلاة والسلام) حريصا على السحور لما ورد فيه من الخير والبركة للصائمين (تسحروا فان في السحور بركة).