[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لم يتوهم احد ان تعدل الولايات المتحدة الاميركية من موقفها ازاء القدس ولا تستعمل حق النقض الفيتو في مجلس الامن ضد أي قرار مناقض لها. كما انه تسرب من معلومات، ان السفيرة الاميركية في الولايات المتحدة هايلي ارسلت إلى عدد من اعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة تأمرهم فيه بعدم التصويت ايضا ضد قرار الرئيس ترامب.
الاهانات تتالى على رأس العرب وما من موقف صارم تتخذه ولو دولة عربية ما من هذا الوضوح في الموقف المنحاز لصالح اسرائيل. هل هو زمن طأطأة الرؤوس خوفا، ام مسايرة، ام تأيدا.
سواء كان حالة من تلك الحالات، فالعرب قرروا منذ زمن بعيد، وقبل ان يقول محمد حسنين هيكل جملته المشهورة عن العصر الاميركي، بل قبل ان يقول انور السادات ان الشرق الأوسط بيد اميركا مائة بالمائة، فإن قسما كبيرا منهم، وضع عضويته في قمم عدم الانحياز اسميا، بينما كان فعليا منحازا للاميركيين، وهو امر سهل على اميركا الازادة في الانحياز لصالح اسرائيل، ودائما التخلي عن ان تكون وسيطا نزيها في الصراع العربي الصهيوني.
اليوم اذن ستنعقد الجمعية العامة للامم المتحدة من اجل القدس بناء على طلب من تركيا واليمن .. والمؤكد كما قلنا، ان الضغوطات الاميركية ستؤدي حتما الى اخفاق المحاولة الاخرى في الامم المتحدة .. لكن المؤكد اكثر، ان لاتعليق من أي عربي على ماسيجري وما سيكون .. وان هنالك رهانا اميركيا على الزمن الذي سيؤدي الى التلاشي والنسيان التدريجي عند الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب، وان العرب كما هو رأي الاميركي والاسرائيلي والغربي بلا ذاكرة، بل ينسون بسرعة او على الاكثر يحتاجون لوقت للنسيان ليس مهما توقيته، لكنه سيحصل لا محالة.
من المؤسف القول ان هذا يحدث دائما، وقد يحدث الآن، والرهان العربي على حصوله قبل أي رهان آخر اميركي او اسرائيلي .. لعبة الزمن ليست غربية فقط، انها عربية ايضا، ومشهود لها عبر عصور عديدة ..
فهل ينسى الفلسطينيون وهم مطالبون قبل غيرهم بان تظل ذاكرتهم شابة ومفتوحة على شتى المفاجآت .. ينبغي القول ان على الفلسطيني ان لا يأمل كثيرا بشقيقه العربي وان لايعتمد عليه الى ماشاء الله من اجل فلسطين. عليه ان يهتم بارادته وبقراراته وبقوته وامكانياته، وبتضحياته مهما كانت التكلفة، ومن دفع هذا الكم الكبير من الشهداء، لن يبخل المزيد من اجل قضيته الكبرى. وكلما اعطى الفلسطينيون وامدوا قضيتهم بالوقود الكافي وهو الدم والعرق والسهر والحراك الدائم، يمكن في هذه الحالة ان لا يصاب العربي بالنسيان.
من المؤكد اذن ان تفشل الجمعية العامة للامم المتحدة في موقفها ازاء قرار ترامب الخطير، فماذا سيكون عليه الرد الفلسطيني. الى اين سيذهب وماذا سيفعل غير الكلام المباح، مع الاسف القول.
دعونا لأول مرة ان لا ننسى كعرب بوصلتنا الدائمة، وان نظل من اجلها متيقظين وذاكرتنا مفتوحة لها. صحيح ان وجه فلسطين فلسطيني، لكن عمقه عربي وهو الاساس في معركة المصير القومي.