في رمضان نشاهد المشهد الذي طالما رجوناه ،وهو تسابق المصلين إلى المسجد يصطفون امتثالا لنداء الله بقول المؤذن حي على الصلاة تمتلئ المساجد فإذا انقضت الأيام الأولى من رمضان بدأ العد التنازلي للمصلين ، وعاد المسجد كما كان قد ألف الجماعة التي انسجمت أرواحهم مع الله..
الصلاة أيها المؤمن هي المأوى الذي يضمنا ويصلنا بالله جل في علاه، فلما التكاسل والتثاقل منها؟! قال الله:" وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين" فإذا كان ترك الصلاة من أفعال المشركين فكيف يرضى المسلم لنفسه أن يكون بهذه المنزلة ؟!ويتصور كثير من الناس أن مجرد ذهابه للصلاة حتى لو كان متأخرا ذاهبا إليها متكاسلا فقد ارتفع عنه الوعد والوعيد , ولم يعلموا أن الله قد ذكر صلاة المنافقين وقد وصفهم بالكسل فقد قال في محكم كتابه:"وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى" كم ستكون صدمة للإنسان عندما يرأى صلاته محسوبة عليه من صلاة المنافقين فتكون وبالا وهو يظنها النجاة؟!
ولأهمية الصلاة وأنها عمود الدين فقد أوجبها الله علينا وأنها لا تسقط بأي حال من الأحوال مادام الإنسان بعقله..حتى في الجهاد وفي أحلك المواقف فيصلون جماعة وهم تحت سنابك الخيل، وتحت وقع السهام , فكيف نستلذ ترك الصلاة ونحن في فراش وفير وتحت أجهزة التكييف؟!
ومن عجائب عبودية الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه أنهم لم يكونوا يعتنون بإقامة الصلاة فقط، بل كانوا يلجأون إلى الله ويتضرعون إليه أن يعينهم ويمدهم ويقويهم على الصلاة، فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ من كمال حرصه على أمته ، وهو على فراش الموت أخذ يردد " الصلاة الصلاة ، اتقوا الله فيما ملكت أيمانكم" فالصلاة لابد أن نجعلها أهم قضية عملية في حياتنا ..
رمضان صلوات وعبادات..

عائشة السرحنية