رسالة الكويت ـ صالح البارحي :
العاشرة مساء بتوقيت مسقط العامرة ... الجميع ينتظر بفارغ الصبر انطلاق صافرة البداية ... المكان ساحة استاد جابر بالعاصمة الكويتية ... المناسبة منافسات خليجي 23 ... ففي هذه الساعة يقص منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مشواره بالبطولة الخليجية ... وذلك عندما يلاقي نظيره منتخب الإمارات في أولى مباريات الفريقين ... لقاء ديربي منتظر يدرك الجميع أدق تفاصيله ... فهو لا يعترف بالكثير من الجوانب بقدر ما يعترف بخصوصية تاريخية وأزلية بين الطرفين ... حينها تذوب كل الفوارق ويبقى صراع اللاعبين في الميدان هو المفتاح الأول للفوز ... فيما تكمله قراءات المدربين لرسم لوحة الفرح والبداية النموذجية للطرفين ... فالفوز هو مفتاح الصعود للمرحلة القادمة ... وهي خير بداية لمشوار الفريق الفائز قبل مواجهة الجولة الثانية ...
فعلى بركة الله وتوفيقه تبدأ مسيرة الأحمر الكبير مصحوبة بطموحات العودة للإنجازات بعد فترة غياب ...
تدريب أخير
أجرى منتخبنا الوطني حصته التدريبية الأخيرة استعدادا لمواجهة اليوم على ساحة ملعب نادي النصر ، وذلك في تمام الساعة الخامسة بتوقيت الكويت (السادسة) بتوقيت مسقط ، وذلك بحضور الشيخ سالم الوهيبي رئيس الاتحاد وكافة أعضاء الوفد المرافق ، حيث أدى اللاعبون التدريبات وسط أجواء حماسية وروح معنوية عالية ، مؤكدين في ذات الوقت جاهزيتهم للقاء اليوم أمام الإمارات والذي اعتبروه بوابة الصعود للمربع الذهبي للبطولة ، وقد أبدى بيم فيربيك مدرب المنتخب ومعاونوه ارتياحا تاما عما شاهدوه في التدريب الذي جاء لتطبيق خطة اللعب وأسلوبه في لقاء اليوم الهام جدا أمام الإمارات في دربي أزلي بين الشقيقين على مر التاريخ .
مواجهة هامة
مواجهة هامة جدا ستجمع بين الطرفين ... صراع النقاط يبدأ باكرا لكليهما ... فلا مجال لفقدان أي نقطة في لقاء اليوم ... فالفائز سيقطع ثلث الطريق إلى المربع الذهبي لخليجي 23 ... والخاسر سيفقد الكثير من حظوظه بالتأهل ... أما التعادل فيضع الفريقين تحت الضغط حتى نهاية المرحلتين المتبقيتين من مباريات الدور التمهيدي ...
منتخبنا الوطني يدخل لقاء اليوم وهو في جاهزية جيدة ... وكذلك نظيره المنتخب الإماراتي الذي يدخل اللقاء وهو في أتم الجاهزية وبوجوه مكتملة ... حيث يؤكد ذلك بأن الإماراتيين جاءوا لحصد اللقب وليس لهم هما آخر من خليجي 23 سواه ... فهم من أتوا بالفريق مكتمل الصفوف ... وهم من تواجدوا في المرحلة الأخيرة لتصفيات المونديال ... لذلك فإن التعامل مع طموحات الإماراتيين يجب أن يكون حذرا للغاية ... وإن يكون واقعيا بعيدا عن الطموح المبالغ فيه حتى لا نجني عواقب عكسية ووخيمة ...
عناصر الخبرة متواجدة في الفريقين ... وحيوية الشباب تكاد تتساوى بين طرفي الحوار ... وبالتالي فإن العمل المتقن من قبل المدربين وتسير الأمور بداخل الميدان وفق إمكانيات هؤلاء اللاعبين سيكون هو السبب الرئيسي في منح فريق ما ثلاث نقاط كاملة على حساب الفريق الآخر الذي ابتعد عن الواقعية في التعامل مع أحد الديربيات الأزلية في الخليج على الإطلاق ... ومن هنا فإن المباراة مفتوحة الاحتمالات ولا تخضع لأي مقياس قد يرجح كفة فريق على الآخر ...
سيناريو مكرر
لقاء منتخبنا والإمارات في أولى جولات كأس الخليج يبدو سيناريو مكرر كثيرا في مسيرتهما بالبطولة ، ففي البطولة الثامنة عشر التقى المنتخبان مرتين ، بالافتتاح وكسب منتخبنا 2/1 وفي النهائي وخسر منتخبنا صفر/1 ، وفي خليجي 22 الأخير بالسعودية التقى المنتخبان مرتين كذلك ، حيث تعادلا سلبيا في افتتاح مبارياتهما بالمجموعة الثانية ، ثم فاز الإماراتيون بهدف نظيف في مباراة تحديد المركز الثالث ، ومن الملاحظ بأن النتائج متقاربة إلى حد كبير بين الطرفين ، وبأن مواجهتهما دائما تحظى بالندية والإثارة ولا تعطيك مؤشر لفوز فريق على الآخر كما هو ملاحظ ، مع التأكيد على أن هناك عددا كبيرا من المباريات التي جمعت المنتخبين وفي مناسبات مختلفة ، لكنها تأتي في دائرة التكافؤ إلى حد بعيد .
التركيز واستغلال الفرص
التركيز ثم التركيز ... هو ما دعا إليه فيربيك في أكثر من حصة تدريبية وركز عليه بشكل مباشر ... فلسنا بحاجة إلى (لحظة) من الزمن تساهم في ضياع الهدف المنشود ... ولسنا بحاجة إلى فلسفة فوق العادة من بعض اللاعبين تساهم في رسم شفاه حزينة على الجماهير العمانية بدلا من ابتسامة فرح لبداية مميزة في خليجي 23 ... ما يعيب لاعبو منتخبنا فقدان التركيز في وقت عصيب من عمر المباراة ، وهو سيناريو تكرر كثيرا في مناسبات عديدة لا نود ذكرها في هذا المقام ، فالشواهد (محزنة) إلى حد بعيد وكانت بمثابة (الصدمة) التي أضاعت فرحة ربما تكون تاريخية ، لذلك فإن المسلمي وسهيل وفايز وبقية النجوم يجب أن يكونوا في قمة التركيز من أول لحظات المباراة وحتى نهايتها ... فالمنافس يمتلك لاعبين قناصين قد يطيحون بكل تطلعاتنا من الوهلة الأولى ...
العامل الثاني الذي يجب أن يكون حاضرا وبقوة في أمسية اليوم هو ضرورة استغلال الفرص السانحة للتسجيل ، ولا يجب تفويت الفرص التي ربما تكون نادرة بشكل سهل وبالتالي تكون سببا في فقدان إنجاز متفرد ما ، ومن يستذكر معي أدق تفاصيل مواجهتي الإمارات في خليجي 22 كآخر ظهور للفريقين وجها لوجه ، فإنه يدرك مدى الفرص التي أضاعها لاعبونا سواء في لقاء الافتتاح الذي انتهى سلبيا أو لقاء تحديد المركز الثالث الذي ذهب للإمارات بخسارتنا صفر/1 ، وباعتقادي أن الفرصة الذهبية التي أضاعها المقبالي بغرابة شديدة أمام قطر والتي كانت بمثابة هدف قتل المباراة بالمربع الذهبي ما زالت عالقة بالأذهان لأنها كانت سببا في ضياع فرصة التأهل للنهائي في نهاية المواجهة التي ذهبت لقطر 3/1 .
ومن هنا ، فلا بد أن يعي لاعبونا بأن مباراة اليوم تعني حسم الصعود للمربع الذهبي بنسبة تزيد عن الثلث قبل مواجهة الكويت القادمة والتي ستكون عصيبة لأبعد الحدود نظرا للعديد من الاعتبارات .
تفاؤل
تفاؤل كبير يسود بعثة منتخبنا في الكويت ، وقلب الرجل الواحد أصبح شعارا ظاهرا على الجميع ، فسعادة السفير تجده في كل وقت وحين بجانب الجميع ، يحاول إيجاد مدخلا لدعم كافة أفراد البعثة بمختلف الجوانب ، وما زدا التفاؤل هو الحصة التدريبية التي أظهرت جاهزية كبيرة من كافة النواحي للاعبي الأحمر قبل مواجهة اليوم ، ساهم فيها ذلك الحضور الكبير من أعضاء البعثة برئاسة الشيخ سالم الوهيبي وعدد من أفراد السفارة العمانية بالكويت ، ناهيك عن رابطة مشجعي منتخبنا التي تواجدت في مدرجات تدريبات الأحمر مرددة ( وشعاره سيفين والخنجر عمانية ) .