[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
العالم ساهر على قولة الحق .. إنه الوجود الذاتي لدول قررت أن تصرخ لفلسطين، ولتطرب للقدس، وتتخلص من لغة الحيرة المقلقة إلى الصرامة.
من يقف إلى جانب فلسطين هو من يتذكر أن هنالك ضرورة للعيش بضمير .. بدونه تنكفئ الدول لتصبح مستوعبات من البشر تبث الحقد والضغينة.
من قالوا لا في الجمعية العامة للأمم المتحدة قالوا في الوقت ذاته نعم لفلسطين .. كلمة صغيرة بهذا الحجم غيرت صورة قرار، إنه الموقف الذي تحدى من أجل كبرياء وطني، وليس غيره ذلك الموقف .. القدس تستأهل كل الكلام الذي يجعلها وجها فلسطينيا ثابتا ودائما وإلى الأبد.
سوف لا يستطيع الصهيوني سوى التهجم على الأمم المتحدة، كونها نطقت بالحق، وقالت كلاما جديدا لأول مرة في وجه الغطرسة التي تتطلع إلى الأرض فتراها من عبدتها على أقل تقدير أميركي.
كأنما عاشت فلسطين من أجل تلك الكلمة حين مشى لأول مرة في حيفا العربية نصف مليون فلسطيني عربي، في الوقت الذي كانت فيه مندوبة الولايات المتحدة في الجمعية العامة تهبط درج المبنى مطأطئة الرأس، تفكر بأمر محير، كيف تمكنوا من هزيمة أميركا؟!
القصة تبدأ من كلمة، أول صناع الكلام غيروا من حياتهم ومن تركيبة أفكارهم. هنالك ملكوت للكلام لا يمكن لأحد أن يقف في وجهه. كلمة لا ليست بالهينة وعلى أساسها يبني الأشخاص مواقفهم، كما تبني الدول عزتها.
وهذه الكلمة صححت مسارا، يجب أن يؤدي إلى إخراج القدس من فم الذئب الإسرائيلي الذي صدق أن له ما ليس له ولن يكون.. وصدق أن القدس عاصمته، ومن لا روح له لا يمكن أن يتجسد فيه إنسان أو دول.
هل تغير العالم حين وقف أمام هالة القدس ليقول موقفا لا يحشر فيه أمام ربه .. من حق بلاد الحياد الإيجابي أن تفرح حين تجد ذاتها في هذا التصويت الذي لا يتكرر. كنا نظن أن الولايات المتحدة ابتلعتها، فإذا بالحياد ينتصر من أجل فلسطين، وإذا بفلسطين البريئة ترفع رأسها عيدا مرسوما فوق أسوار القدس.
إنه موسم الانتصارات كيفما التفتنا .. صحيح أنهم تآمروا علينا كي ننسى أن لنا بلادا طرزناها بدمائنا من أجل ساعة الحقيقة، فإذا بتاريخنا ذاك أقوى الأقوياء كي يحمي مدينة ملهوفة بعروبتها وفلسطينيتها مثل القدس.
هكذا يسهر العالم على أن لا يكذّب التاريخ مرات .. بل هنالك كيانات أشبه بكذبة، تأتي مرة وتروح، وهل غير إسرائيل من تكون. لا بد من تصحيح المسار، كما لا بد أن يأفل المشهد ذات توقيت على أسطورة من أسااطير المكان الذي داهم بلاد العرب.
الدنيا بخير حين تنجو من ضربة كبير، والقدس بخير لأن النجاة طالت لحظة تعبير عن انتمائها .. هذه المرة قالتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، شاءت دول أن لا تخاف من تهديد هذا الكبير الذي أشعرها بأنها منه وإليه فانتصرت لكرامتها وقالت لا في وجهه.
ومع لا كانت كلمة لماذا التي قلنا فيها الكثير .. كلمتان تنسجان حكاية أكبر الآلام في تاريخ البشرية، فـ"لماذا" كل هذا العلم والخبر وهذا التدوين الجديد القديم في حاجة البشرية إلى تعبير خلاق يعيد دولة من دولها كان اسمها فلسطين صار اسمها فلسطين كما يقول شاعرها محمود درويش.