هل الذكريات هي ما تجعلنا بشراً؟

القاهرة – من إيهاب حمدي:
في الأفلام التي يقدر لها أن تكون سلاسل، ويصدر منها أجزاء، غالبا من تكون الأجزاء التالية للجزء الأول صدى له و اقل في القيمة لان راس المال الهوليوود يسعى دائما لاستغلال أي نجاح لأى قصة لأبعد مدى، هذا في الأفلام العادية فما بالنا بفيلم اعتبره النقاد و خبراء السينما انه أسس لعالم أفلام الخيال العلمي، وهو فيلم المخرج ومنتج الأفلام البريطاني ريدلي سكوت " Blade Runner " والذى تم انتاجه قبل اكثر من ثلاثين عاماً مضت.فيلم " Blade Runner 2049" أو " عدّاء الشفرة 2049 " هو جزء ثاني لفيلم ريدلي سكوت يحاول البناء على القصة الأساسية للفيلم القديم مستوحياً اجوائه وعالمه ومطوراً في القصة بحيث تناسب الوقت الحال.لقد استطاع فيلم عدّاء الشفرة 2049 والذي اخرجه دينيس فيلنوف ان يقتنص اعلى التقييمات للنقاد و الخبراء، متجاوزاً ربما في نجاحه الفيلم الأصلي القديم ، ومقدماً رؤية جديدة نسبيا لافلام الخيال العلمي المدهشة.
في الفيلم الجديد لعب "ريان جوزلينج" دور البطولة بأداء شخصية العميل K، وهو Blade Runner يعمل في شوارع لوس أنجلوس المقحلة والمدمرة بعد حوالي 30 عاماً من الفيلم الأصلي. وتظل مهمته هي نفس المهمة التي كانت على عاتق شخصية ديكارد "هاريسون فورد" في الفيلم الاول، وهي تعقب أي رجل آلي يشبه البشر، والمعروفين باسم الريبليكنتز او" Replicants".

عالم مختلف
يقدم الفيلم عالم مختلف يحاول تأسيسه من المشاهد الاولي حيث نرى العميل K وراء المقود في سيارة الشرطة المستقبلية التي تُدعى "سبينر" ، نرى حجم الدماء الذى لحق بالكوكب والأرض المقفرة التي لا يحتوى على اللون الأخضر اطلاقاً.في هذا العالم أيضا الاحتفاء بالإنسان الالى المتطابق في الشكل مع الانسان حيث نرى في منزل العميل K من تنتظره وهي التي تُدعى جوي "أنا دي أرماس"، وهي عبارة عن نظام الكتروني تجسيدي للمساعدة الشخصية الإليكترونية الذكية في المنزل تتطور فيما بعد لتبدأ بالشعور مثل الانسان بل وتقع في غرام صاحبها العميل K التي تبدله الحديث والآراء في المنزل.في هذا العالم يطارد العميل K الانسان الالي المتطابق مع البشر "سابِبر مورتون" او" دايف باتسيتا" وهو صاحب مزرعة للديدان التى تشكل الغذاء البروتيني في عام 2049.
مورتون هو أحد الروبوتات عتيقة الطراز القديمة التي استطاعت الهروب قديما و العيش على كوكب الأرض والاندماج مع البشر نظراً لتطابقها في الشكل مع البشر.ينجح العميل K في القضاء على مورتون، لكنه ما ان ينتهى من القضاء عليه و يهم بالعودة الى سيارته الحديثه حتى يكتشف امراً اخر وهو صندق غريب مدفون في الأرض اسفل شجرة بجوار بيت مورتون هذا الصندوق هو ما سيغير مسار الاحداث القادمة.

البشر أم الآلة
بتحليل محتويات الصندوق يتم العثور فيه على عظام قديمة منذ ثلاثين عاماً لربوت امرأة ماتت اثناء عملية قيصرية للولادة وهو ما يمثل ثورة وانقلاب على المفاهيم والقواعد التي تحكم العلاقة بين الروبوتات و الانسان وهى الا تستطيع الروبوتات الحمل والولادة حتى لا يمثلوا تهديداً للعنصر البشري على الكوكب بل وظبفتهم تتكثل في كونهم فقط عبيد وخدم وعمال للبشر.لذا تطلب مدير في ماضيه وهويته هو نفسه، مُتنقلاً بين ذكريات مزعجة وغير مفهومة بالكامل تعود إلى فترة طفولته روبن رايت ، منه ان يخفى الامر بل يبحث على الطفل المزمع ولادته منذ ثلاثين عاماً حتى لا يخرج الامر للعامة وتكون بداية حرب شاملة بين البشر و الربوتات.
ينطلق العميل K في رحلة البحث التي يتنقل خلالها الى أماكن كثيرة ويلتقى خلالها اشخاص كثيرين وربوتات ، في هذه الرحلة يبدأ التشكيك في ماضيه وهويته هو نفسه هل هو بشراً ام ربوت ، لو كان ربوت ما مغذى تلك الذكريات التي تاتى اليه من طفولته والتي أكدتها مشاهد حقيقية الان؟ وان كان ربوت ما الذى ينقصه عن الانسان اليس لديه القدرة على الاختيار كالانسان؟ الم تتولد لديه مشاعر حب لرفيقته في السكن كما يحدث لدى بنى البشر ؟

التضحية والاختيار
يعثر العميل K اثناء بحثه عن الطفل على الشرطي القديم الهارب ديكارد "هايرسون فورد" في احدى المناطق النائية حيث يعيش حياة افتراضية جميلة، يسمع منه قصته وكيف انه كان مثله تمام الى ان هرب واختفى حتى يحافظ على بنته التي انجبها من زوجته والتي أصبحت مطاردة من قبل شركة نياندر والاس "جاريد ليتو" الذي أنقذ البشرية بعد انقطاع الكهرباء الشامل وتملك هو صنع الربوتات التي لا تعصى الأوامر.كانت شركة نياندر والاس تريد الاستحواذ على الطفلة التي تعتبر حدثاً استثنائيا من الفترض الا يحدث، لذا بمجرد ان عملت الشركة بمكان ديكارد أرسلت الطائرات والمقاتلين في طلبه لكن العميل K استطاع انقاذ ديكارد الذى ظل هارباً لثلاثين عاماً مضحياً بحياته من اجل ان تعيش ابنته في سلام.وهنا بعد ان ينقذه يقرر العميل k ان يترك ديكارد ليعود الى ابنته ولا يسلمه لا هو ولا ابنته التي كان يبحث عنها الى شركة نياندر والاس.
فيلم " عدّاء الشفرة 2049 " من اخراج " دينيس فيلنوف"، وتأليف هامبتون فانشر و ريدلي سكوت، وهو يندرج تحت نوعية أفلام الﺧﻴﺎﻝ ﻋﻠﻤﻲ، مدته(164) دقيقة، وقد حصل على تقييم(8.4) على موقعimdb.com .