[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2017/10/godamorsi.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]جودة مرسي [/author]
”.. على المستوى الشخصي لي تجربة في التعامل مع هذا المجال فحينما اردت شراء تذكرة طيران وجدت السعر عبر الانترنت اقل 50% عن سعرها في مكاتب حجوزات الطيران التي استفسرت منها عن السعر وكذلك بالنسبة لحجوزات الفنادق فقد وصلت نسبة التخفيض لأكثر من 40% كفرق بين الحجز عن طريق الانترنيت وثمن الحجز المباشر في الفندق”.

أكدت منظمة (الأونكتاد) ارتفاع عدد المتسوقين عبر الإنترنت في العالم من 600 مليون في عام 2010م إلى 2ر1 مليار شخص في عام 2016م. اي ان الرقم وصل إلى الضعف خلال سبع سنوات فقط، وهذا يمثل فقط البلدان الأكثر نموا والذين يمثلون 2% فقط من سكان العالم اما الـ 98% الأخرى من الناس في أقل البلدان نموا في العالم لا يشترون أي سلع وخدمات عبر الإنترنت، بخلاف الدول التي لا تتمتع بثقافة توفر الانترنت لكي يكون هناك من الأساس تجارة الكترونية. وذكرت المنظمة ان السرعة التي تتكشف بها عملية التحول الرقمي والثغرات الكبيرة القائمة فيما يتعلق بقدرة البلدان والمؤسسات والأفراد على الاستعداد لها والمشاركة فيها تؤكد الحاجة الملحة إلى توسيع نطاق الدعم العالمي المقدم إلى البلدان النامية لا سيما أقل البلدان نموا. وأشارت المنظمة إلى انه يمكن للموردين الذين يزيدون اعتمادهم على التجارة الإلكترونية أن يشهدوا انخفاض تكاليف التسليم وخاصة بالنسبة للمحتوى المقدم إلكترونيا بما يؤثر ذلك على سلاسل القيمة العالمية.
وعلى المستوى الشخصي لي تجربة في التعامل مع هذا المجال فحينما اردت شراء تذكرة طيران وجدت السعر عبر الانترنت اقل 50% عن سعرها في مكاتب حجوزات الطيران التي استفسرت منها عن السعر وكذلك بالنسبة لحجوزات الفنادق فقد وصلت نسبة التخفيض لأكثر من 40% كفرق بين الحجز عن طريق الانترنت وثمن الحجز المباشر في الفندق، ونفس الشيء ينطبق على بعض السلع التي تم شراؤها عن طريق الانترنت، ان التجارة الإلكترونية هي اكثر الملاذات العالمية للحلول الاقتصادية للتاجر والمستهلك والشخص العادي اذا اراد ان ينمي عوائده المالية بطريقة غير تقليدية، وقد سبق وان اشرنا في مقال سابق إلى اهمية التجارة الالكترونية للباحثين عن عمل خاصة في وطننا العربي الذي ما زال الباحثون فيه عن عمل يسيرون وفق الطرق التقليدية القديمة في بحثهم عن عمل والتي تتمثل في وظيفة يستلم راتبها كل اول شهر ولا يهم اقتناعه من عدمه بهذه الوظيفة أو ان الراتب يكفي طموحاته ام لا ـ وهذا طبعا في افضل الأحوال اذا وجدت الوظيفة ـ الا انه هناك الآن طرق جديدة خارج صندوق البحث التقليدي عن عمل والمتمثل في التجارة الإلكترونية والتي ساهمت في نمو بلدان عديدة حتى اصبحت هذه التجارة تتحسس الطريق لخلق عملة خاصة بها لا تتناول باليد مثل البانكوين، ان سوق التجارة الإلكترونية الهائل والسريع التنامي والذي شهد تطورا كبيرا خلال السنوات الفائتة حتى وصلت حجم تجارته إلى الضعف (1.2 مليار شخص) خلال سبع سنوات فقط واقتحمت خلاله المشروعات الصغيرة شبكة الإنترنت, حيث أصبح بمقدور أصحاب هذه المشروعات الوصول إلى اكبر عدد من العملاء المنتمين لشرائح مختلفة لغرض تسويق منتجاتهم عن طريق شبكة الانترنت وإتمام عمليات الترويج للمنتجات ومن ثم استقبال الصفقات وتحصيل الثمن باستخدام كروت الائتمان، أو الوسائل الإلكترونية الأخرى. وتقوم بمتابعة هذه التجارة الإلكترونية الاف الشركات على مستوى العالم في الكثير من المجالات والتي قد يصل حجم تعاملاتها إلى المليارات.
إن حجم التبادلات التجارية عبر الإنترنت في طريقه لتخطي حاجز الـ ‏7‏ تريليونات دولار خلال السنوات القليلة القادمة. ويمكننا من خلال هذا الرقم فتح افاقا جديدة للعمل ليس لحل مشكلة الباحثين عن عمل فقط بل لمواكبة التجارة العالمية الجديدة والتي سيكون لها التأثير الأعظم في الاقتصاد العالمي والذي اصبح هو الصف الأول في المحاكاة العالمية بدلا من السياسة بعد ان توارت السياسة إلى الخلف اتصبح هي التابعة للاقتصاد الذي اصبح المتحكم الأول والأهم في شئون العالم وعن طريقه توضع خرائط التحركات السياسية، وفي بعض البلدان تفرض عليهم سياسات معينة تطبق مع استلام قيمة المعونات او المساعدات الاقتصادية، اذا الخطوة تكون في الاندماج سريعا في التجارة العالمية الأكثر والأسرع نموا وهي التجارة الإلكترونية، ثم يأتي بعد ذلك الانتعاش والنماء الاقتصادي والذي سيؤدي إلى التخلص من مشاكل الباحثين عن عمل. ثم يأتي المردود الأكبر وهو رفع المستوى المعيشي ثم زيادة الكفاءة في الإنتاج وتحقيق نمو اسرع للتنمية، ويتبع كل ذلك قوام قوى وهو المشاركة في رسم خريطة سياسية كانت تفرض علينا سابقا مقابل المساعدات الاقتصادية.
ان الاقتصاد اصبح هو البوابة الرئيسية للتحكم في مقدرات الشعوب واصبح هو القاطرة الأولى التي تتحرك من اجلها الجيوش لحماية مصالحها الاقتصادية، أو التي تنبئ من اجلها القواعد العسكرية واذا اردنا ان نكون نمورا اقتصادية ولنا كلمة سياسية مؤثرة علينا بالبدء من النقطة التي وصل إليها الآخرون، والتجارة الإلكترونية هي الأسرع وهي المستقبل للتنمية الاقتصادية.