أصداف: السطو على المصارف
مناسبة هذا الحديث، أن العقول التي تضع الخطط بما فيها خطط السطو والجريمة تبحث باستمرار عن البديل الذي يمكنهم من النجاح في خططهم، وخلال عقود من السرقات الكبرى للبنوك في مختلف أرجاء العالم، تم اتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة للحؤول دون نجاح عمليات السطو، فهناك الشرطة المدربة على مكافحة عمليات السطو والتصدي لهم، وخطط الطوارئ لنشر قوات طوارئ، وقبل ذلك كاميرات المراقبة داخل البنوك وخارجها، لكن سرعان ما وضعت عصابات السطو خطة غريبة وغادروا المبنى مع المبالغ الطائلة بطائرة تابعة لقناة تلفزيونية، وبينما أراد فريق العمل التلفزيوني الحصول على سبق في الأخبار المحلية تحول هؤلاء لخبر مثير جدا.
إن توظيف العقول في الحيز السلبي ليس جديدا، ولم يقتصر على عصابات سرقة الأموال الطائلة من المصارف، وإنما يتواجد في جميع مناحي الحياة، وعندما تحدثنا عن الظروف التي تسببت بنقل مركز سوق الذهب في العالم خلال القرون القليلة الماضية، فإن عقولا تقف وراء تلك النشاطات، ورغم أن الحاجة قد تدخلت لتلك الانتقالات، فإن عقولا أخرى اخترعت أولى طرق السطو على البنوك، وعلى الأموال التي يتم نقلها في القطارات، وصولا إلى عمليات سطو كبيرة شهدها العالم.
ظهرت أفلام عديدة في القرن العشرين تروي قصصا ووقائع بعضها واقعي الآخر من الخيال لحوادث السطو المسلح، وكان أحد أهداف تلك الأفلام بعد الهدف التجاري إعطاء دروس للأجهزة الأمنية التي كانت تتدارس خطط العصابات التي تبدعها عقول كتاب السيناريو، لكن تبين أن العصابات تتدارس أيضا تلك الخطط من خلال الأفلام وتطور خططها.