في العالم ما يزيد على تسعين مليون نخلة ، تقدم الغذاء لبني البشر ولا سيما للصائمين في رمضان حيث فائدته أعظم .صيام رمضان يعد دورة وقائية سنوية تقي الكثير من الأمراض ، ودورة علاجية أيضا بالنسبة لبعض الأمراض التي تنجم عن الإفراط في إرهاق العضوية وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( صوموا تصحوا ).كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر في رمضان على التمر فعن أنس بن مالك قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم : يفطر قبل أن يصلي على رطبات ، فإن لم يكن رطبات فتميرات ، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء ، وعن سلمان بن عامر الضبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ، فإن لم يجد تمرا فالماء ، فإن طهور .فالتمر الذي يتناوله الصائم مع الماء فيه خمسة وسبعون بالمئة من جزئه المأكول مواد سكرية أحادية ، سهلة الهضم ، سريعة التمثل ، إلى درجة أن السكر ينتقل من الفم إلى الدم في أقل من عشر دقائق ، وفي الحال يتنبه مركز الاحساس بالشبع في الجملة العصبية ، فيشعر الصائم بالاكتفاء ، فإذا أقبل على الطعام أقبل عليه باعتدال ، وكأنه في أيام الإفطار ، أما المواد الدسمة فيستغرق هضمها وامتصاصها اكثر من ثلاث ساعات .فمهما أكثر الصائم من الطعام الدسم فلن يشعر بالشبع ، ولكنه يشعر بالامتلاء ، والفرق كبير بين الشبع والامتلاء ، الشبع تنبه مركز الجوع في الجملة العصبية ، وإذا تنبه هذا المركز شعر الإنسان بالشبع ،ولو لم يكن في معدته طعام كثير ، إما الإحساس بامتلاء المعدة فشيء آخر .فكان عليه الصلاة والسلام يفطر على تمرات ، ويصلي المغرب ، ثم يجلس إلى الطعام ، ومن لم يطبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم في إفطاره فقد فاته خير كثير في صيامه دينيا وصحيا ونفسيا .وهذا من دلائل نبوة النبي عليه الصلاة والسلام حتى في أيام الأفطار ، قال بعض الأطباء : ينبغي أن تقدم الفاكهة التي فيها من سكريات أحادية على وجبات الطعام التي تحوي غالبا المواد الدسمة ، وهذا استنباط ظني من قوله تعالى وهو يصف أهل الجنة ( وَفَاكِهَةٍ مِّمَّايَتَخَيَّرُونَ(20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ(21 الواقعة قال ابن القيم : وفي فطر النبي صلى الله عليه وسلم على التمر ، أو الماء تدبير لطيف جدا ، فإن الصوم يخلي المعدة من الغذاء ، فلا تجد الكبد فيها ما تجذبه ، وترسله إلى القوى ، والأعضاء ، والحلو أسرع شيء وصولا إلى الكبد ، وأحبه إليه ،ولا سيما إن كان رطبا ، فيشتد قبولها له ، فتنتفع به هي ، والقوى ، فإن لم يكن فحسوات الماء تطفىء لهيب المعدة ، وحرارة الصوم ، فتنبه بعده للطعام ، وتأخذه بشهوة .وتتركب التمور من المواد البروتينية المرممة للأنسجة ، ومن نسب ضئيلة من الدهن ،ويحوي التمر خمسة أنواع من الفيتامينات الأساسية ، التي يحتاجها الجسم ، كما يحتوي التمر ثمانية معادن أساسية ، ومائة غرام من التمريوميا فيها نصف إلى خمس حاجة إلى الجسم من المعادن ، ويحتوي التمر أيضا اثني عشر حمضا أمينيا ، وفيه مواد ملينة ، ومهدئة ، وهناك خمسون مرضا يسببها الإمساك ، والتمر يقي من الإمساك ، وله آثار إيجابية في الوقاية من فقر الدم ، ومن ارتفاع الضغط ، ويعيين على التئام الكسور ، وهو ملين ومهدىء ، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن التمر لا يتلوث بالجراثيم إطلاقا ، لأن تركيز السكر العالي يمتص ماء الجرثوم ، وهذه الخيرات كلها عدها بعض العلماء سبعة وأربعين عنصرا ، ممثلة في تمرة تأكلها ، ولا تدري ماذا ينتفع الجسم بها .وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ، يا عائشة بيت لا تمر فيه جياع أهله ،أو جاع أهله ، قالها مرتين أو ثلاثا .قال ابن القيم متحدثا عن التمر : وهو من أكثر الثمار تغذية للبدن ، بما فيه من الجوهر الحار الرطب ، وأكله على الريق يقتل الدود ، فإنه مع حرارته فيه قوة ترياقية ، فإذا أديم استعماله على الريق خفف مادة الدود ، وأضعفه وقلله أو قتله ، وهو فاكهة ، وغذاء ، ودواء وشراب ، وحلوى .المرجع : موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة لدكتور محمد النابلسي إعداد : مبارك بن عبدالله العامري