التغيرات الجذرية في هذا العصر المتشابك علميا واجتماعيا واقتصاديا وسياسيا تفرض نفسها بقوة في أن تكون الحاجة ماسة إلى تطوير آليات البحث العلمي بطرق ووسائل مختلفة من خلال الاستكشاف المبكر لماهية شخصية الباحثين العمانيين وإمكانياتهم وقدراتهم الفكرية، في توفير بيئة خصبة بحثية بوسائل وطرق مختلفة من أجل حثهم على بذل المزيد من العطاء بهدف تحقيق بذور الإبداع في البحث عن المعرفة في شتى المجالات، بمختلف مواقع العالم في البحار والمحيطات والغابات والمناطق المتجمدة خدمة للإنسانية جمعاء لتكون هناك بصمات عالمية من قبل باحثين عمانيين يملكون القدرة والكفاية والمهارة في توظيف لغة البحث العلمي خدمة لهذا الكون الواسع، وهذا لا يتحقق إلا بالاهتمام المبكر في صقل وتدريب الباحثين بدءاً من المدارس والكليات والجامعات في جل المراحل التعليمية، من خلال وجود الحافز والمحرك لطاقات الباحثين العمانيين وفق مستويات مختلفة، ولذلك من أجل الاستمرارية في الدفع بغريزة الباحثين في البحث عن المعرفة بلغة البحث العلمي، ومن أجل كسر حالة الركود البحثي في هذا الوطن، دعونا نطبق استراتيجيه وفلسفة المنافسات الرياضية الناجحة بمختلف المقاييس في مجال الأبحاث العلمية، من أجل الجودة وكذلك توسيع عنصر المشاركة البحثية من كافة شرائح الوطن، أضافه إلى اصطدام الباحثين في منافسات قوية بمسابقات دورية متسلسلة زمنياً ومن هذا المنطلق ومن أجل التحفيز واستنفار الطاقات البشرية في هذا الوطن، أناشد الجهات المسئولة عن البحث العلمي في إيجاد عنصر التنافس السنوي بين الباحثين بمختلف المستويات على شكل مسابقات دورية متسلسلة بجوائز نقدية أسوة بالمنافسات الرياضية لكافة الألعاب الرياضية الفردية والجماعية، حيث من الملاحظ ولا يخفى على أحد أن مسألة التنافس الرياضي كانت هي المحرك الأكبر والخفي في تطوير كافة الألعاب الرياضية على مختلف الأصعدة يشارك فيها أصحاب المواهب والطاقات البشرية، ويجندون كافة طاقاتهم من أجل تحقيق الفوز بالكؤوس والميداليات في الألعاب الفردية والجماعية، لتكون المسابقات الدورية في المنافسات الرياضية بأشكالها ومسمياتها المختلفة هي المحرك والدافع في بذل الجهد من أجل التتويج بالذهب، وتكون بعدها للفائز دافعا قويا في بذل المزيد من العطاء في الحفاظ على القمة، وكذلك تكون للخاسر محفزا في بذل الجهد الكبير من أجل تعويض الإخفاقات في المسابقات القادمة الدورية المتسلسلة زمنيا،ومن هنا أصبحت الحاجة ماسة إلى كسر حواجز الركود البحثي في هذا الوطن من خلال نقل استرتيجية المنافسات الرياضية وتطبيقها في مجال الأبحاث العلمية بين كافة شرائح الوطن من أجل استنفار الطاقات الحقيقية للباحثين العمانيين في البحث عن المعرفة في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية .

حمد بن سعيد الصواعي
[email protected]