"شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" هذا الكتاب المقدس الذي هو دستورنا وهو حبلنا الذي يوصلنا إلى الجنة والسعادة الآبدية، فالقرآن هو الحياة ، ورمضان شهر القرآن ، فعلى المسلم أن يجعل حياته هي القرآن وخاصة في سيد الشهور، يتأمل كلماته وبقف عند حقائقه ، وقد فصل الله لنا الأيات القرآنية فقال عزمن قال :"ويدبر الأمر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون" فالله قد فصل الآيات الشرعية والكونية من أجلنا نحن بل من أجل أن ترفرف قلوبنا باليقين، وقد ضرب الله لنا ذلك في القرآن ، ومن ذلك قد أظهر الله لخليله إبراهيم من الآيات البديعية في ملكوت الكون حتى يكمل يقين الخليل ، كما قال الله تعالى :"وكذلك نري إبراهيم من ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين"
ومدح الله سبحانه أحكامه الشرعية بالجمال والحسن، وقد نبه القرآن ذاته لو تأملناه ، أنه لا يتمتع بجمال الحسن والفهم إلا من تطهرت قلوبهم باليقين " ومن أحسن من الله حكما بقوم يوقنون"
إن القلب كلما ارتفع في مدارج اليقين زادت قدرته على مشاهدة المعالم الجمالية لمملكة أحكام الشريعة وكلما تكاثف ضباب الشكوك والحيرة في قلبه تعسر عليه رؤية جماليات الأحكام الشرعية ولن يحدث ذلك إلا بالقرآن الكريم تلاوة وفهما وتذوقا وتأملا وتطبيقا..
بل إن القرآ، لم يكتفي برسم طريق اليقين بل أوضح طريقة التعامل مع الذين نقص يقينهم ، حيث نهانا القرآن من أن نتأثر بأصاحب الشكوك و الحيرة " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون" فاليقين هو الإعتقاد الجازم الذي لا يخالطه شك فمن تيقن بالقرآن أنه من عندالله تعالى وأنه أنزله على نبيه محمد _صلى الله عليه وسلم_ فإنه حتما سيعيش بالقرآن ولن يحيد عنه وسيمضي بكل ما أمر به القرآن لأنه تيقن أنه الحق..
اللهم ارحمنا بالقرآن واجعله لنا إماما ونورا..

عائشة السرحنية