السلام هو تحية الإسلام و هو السبيل الى دار السلام فعن عبدالله بن سلام رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:(يا أبها الناس أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ).
فمحى الإسلام بذلك رواسب الجاهلية و عدل مسير العلاقات الاجتماعية فلقد كان الرجل في الجاهلية إذا لقي صاحبه لا يسلم عليه , ويقول:(حييت صباحاً),(و حييت مساء) و كان ذلك تحية القوم بينهم و كان أحدهم ينطلق الى صاحبه فلا يستأذن حتى يقتحم و يقول:(قد دخلت و نحو ذلك) فيشق ذلك على الرجل , فلعله يكون معه اهله.
فغيرت تعاليم الاسلام و مبادئه ذلك كله في ستر و عفه و نزاهة و نقاء فقال تعالى((يأيها الذين ءامنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا و تسلموا على اهلها)).
إن السلام تحيه الأنبياء و الرسل أجمعين و به يميز المؤمنون من غيرهم حين يتلاقى الناس في الاجتماعات و المناسبات كما انها من صميم فطرة الأنسان التي فطر الله الناس عليها. قوله تعالى((و اذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان على كل شيء حسيبا)).
واتفق العلماء على أن الابتداء بالسلام سنة دائمة ورده فريضه ثابته لأن أصل السلام أمان و دعاء بالسلامة و كل أثنين أعطى احدهما أماناً للآخر وجب عليه أمانه فلا يجوز لأحد اذا سلم عليه غيره أن يسكت.
فعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(السلام عليكم) فرد عليه , ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه و سلم (عشر) ثم جاء آخر فقال(السلام عليكم و رحمة الله فقال:(عشرون) ثم جاء آخر فقال (السلام عليكم و رحمة الله و بركاته) فقال:(ثلاثون) أي كلما زاد في السلام زيد له في الأجر و المثوبة.
فالسلام عليكم يتضمن السلام من الشر.
ورحمة الله تتضمن وصول حصول الخير.
- وبركاته تتضمن دوام ذلك و ثباته اذ البركة كثرة الخير و استمراره.
- ان امل العالم في حقائق الإسلام لأنه السلام و كيف لا يكون الإسلام دين السلام و السلام من أسماء الله الحسنى قوله تعالى:((هو الله الذي لا الاه الا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون)).
و ان السلام يسمى دار الثواب الجنة دار السلام.
- ان افشاء السلام مظهر حضاري امتازت به الشعوب المتقدمة و الامم المتحضرة.
- جاء الإسلام مؤكداً على هذا المبدأ حاثاً عليه.

خالصة بنت ناصر بن علي اليعقوبية- مرشدة دينية