عمره أكثر من 200 عام
الرستاق – من سيف بن مرهون الغافري:
إن القلاع والحصون الأثرية المنتشرة بمختلف محافظات وولايات السلطنة، تجسد ما وصلت إليه العقلية العمانية في مجالات التخطيط المعماري والهندسي بما تضمه من مكنونات حضارية وثقافية ستظل بعظمتها وشموخها شواهد حية على براعة الإنسان العماني وإسهامه البارز في الحضارة الإنسانية ، ويعد إدراج بعض هذه المواقع الأثرية ضمن قائمة التراث العالمي دليلا على قيمة هذه المواقع وأهميتها بالنسبة للعالم.
وتزخر ولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة بالعديد من القلاع والحصون ومنها حصن المنصور الذي نسلط عليه الضوء من خلال الأسطر التالية ..

تاريخ بناء الحصن
حصن المنصور بولاية الرستاق والذي بناه الإمام سعيد ابن الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدي، أحد المعالم الحضارية الضاربة في القدم فهو تحفة معمارية يعود تاريخ بنائه إلى السادس من شعبان سنة 1204هـ حسبما كتب على باب الحصن الذي يعتبر بحق محمية ثقافية تحكي حقبة مهمة من تاريخ عمان ، وقد حظي الحصن بالعناية والاهتمام من قبل حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه – حيث تم ترميمه منذ سنوات قريبة ليزدان بجماله وروعة هندسته المعمارية الجميلة.

مكونات الحصن
يتكون حصن المنصور من ثلاثة طوابق: الطابق الأرضي يحتوي على عدد من الغرف، ومخزن لحفظ التمور ، ومخزن للأسلحة ، وبئر مياه. والطابق الثاني يحتوي على ست غرف. أما الطابق الثالث فيحتوي على غرفتين ، كما يوجد بالحصن برجان: يقع الأول في الجهة الشرقية وهو عالي الارتفاع مكون من عدة طوابق ويشرف على مدخل الحصن. أما البرج الثاني فيقع في الجهة الغربية وهو أوسع من الأول ومكون من طابقين ، وقد بُني الحصن بكامله من الصاروج العماني والحصى الجبلي وسقوفه من خشب الكندل ، وتوجد على كافة أبواب الحصن ونوافذه وجدرانه نقوش إسلامية جميلة في غاية الروعة ، إضافة إلى ذلك فقد خصصت غرفة في الحصن لتوثيق الأحداث التاريخية والأحوال الاجتماعية والاقتصادية في تلك الفترة حيث توجد الكثير من الكتابات التي تتحدث عن سكان الحصن وعن الأحداث التاريخية التي وقعت آنذاك ومنها عبارة (توفي الشيخ العلامة عبدالله بن حميد السالمي يوم 18 صفر عام 1332 هجرية، كتبه العبد لله هلال).
كما يوجد بالمنطقة المحيطة بالحصن عدد من الأبراج التي بنيت في أماكن مرتفعة وكانت تستخدم لمراقبة المنطقة وتوفير الحماية لسكانها.

فلج المنصور
يمر أمام الحصن فلج يسمى فلج المنصور وهو لا يزال يجري ويسقي بساتين النخيل التي تحيط بالحصن وكان في السابق يوفر المياه لسكان الحصن ، كما توجد في الجهة الغربية من الحصن (تركبة) وهي مكان طبخ بسور نخلة المبسلي وهذا دليل على الاهتمام الكبير في تلك الحقبة من الزمن بالنخلة والزراعة بشكل عام.