[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
لماذا علينا دائما الكتابة في السياسة والمواقف فقط، في الوقت الذي يمكننا الوقوف أمام حوادث لها ارتباط بالسياسة وإن كانت شخصية أيضا. ثمة زميلة لا أعرفها مباشرة لكنها تعمل في إحدى المحطات المعروفة بتألق يشار له، أصيبت بالسرطان وهي تتداوى منه حاليا .. شقيقتها كانت أصيبت أيضا بالمرض ذاته، وحين تحدثت للإعلام، أكدت أن ليس في كل عائلتها تاريخ لهذا المرض، وأصرت بحكم عملها وشقيقتها في الصحافة الميدانية أن يكون كم الإشعاعات التي تعرضا لها هي السبب. فما هي قصة الإشعاعات.
الشقيقتان قامتا بتغطية الاجتياح الأميركي للعراق، وما نتج عنه من استعمال أسلحة مخضبة باليورانيوم، كما أنهما عاشتا الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي ثبت أيضا أن إسرائيل استعملت السلاح الأميركي ذاته، وكاتب هذه السطور كان حادث الدكتور المختص محمد قبيسي بعد تلك الحرب والذي أصر أن إسرائيل استعملته في جنوب لبنان وفي ضاحية بيروت الجنوبية، وثمة فيلم وثائقي تابعته، أشار فيه مختص بريطاني أن هنالك آثارا لسلاح نووي تم استعماله في لبنان من قبل إسرائيل.
إذن إصابة الشقيقتين سببها الاحتكاك في ميادين العمل بهذا النوع من السلاح ، مما يعني أن نسبة إصابة اللبنانيين بهذا المرض تدل على استعماله حتما في حرب الـ 33 يوما المشهورة.
مع أمنية الشفاء للزميلة المعروفة، بعدما سبقتها شقيقتها إلى الشفاء، فإن المؤكد الذي لالبس فيه، أن إسرائيل استعملت هذا السلاح في جنوب لبنان وفي غزة، وما يثبت ذلك ، أن كيانا كهذا الكيان لايمكنه إلا أن يجرب أسلحته الحديثة بأعدائه مباشرة كي يكتشف تأثيراتها الحقيقية وليقدم للأميركي الذي هو أيضا وراء هذا الدفع، نتائج مختبراته الناجحة في قتل البشر عاجلا، وآجلا أيضا من خلال الاحتكاك أو الاستنشاق أو مجرد النظر، والدليل ماحصل لأهالي هيروشيما وناجازاكي ليس فقط أثناء القصف بالسلاح النووي بل بعده بسنوات وحتى الآن.
ماتملكه إسرائيل من سلاح نووي يفوق تصور مختصين أيضا، وهي تتنقل به من تجربة إلى أخرى، وربما تستعد لاستعمال المتقدم منه في حروب قادمة، ولا أحد يبدي اهتماما أو يسأل ، مع أن شبهات كاذبة قادها الأميركي بوجود أسلحة دمار شامل في العراق أدت إلى احتلاله .. وفرض على إيران حصارا لسنوات عديدة ومازال لأسباب كاذبة أيضا.
يتمتع الإسرائيلي بحصانة حول سلاحه النووي تفرضها دول كبرى، وهي تعرف أن وجود أي سلاح يجب أن يستعمل ذات يوم لأنه لم يصنع للزينة أو لمجرد التخويف فقط، وفي مذكرات رئيسة وزراء إسرائيل السابقة جولدا مائير إشارة منها إلى أنها ومن معها من قادة إسرائيل فكروا باستعمال النووي إبان حرب أكتوبر على الجبهة المصرية.
إذن كل محيط إسرائيل في خطر كبير مما تملكه ومما يجري في مفاعلاتها النووية وفي مختبراتها العسكرية بشكل عام. وإن هذا الكيان لن يتورع عن استعمال جملة شمشون المشهورة "علي وعلى أعدائي " ، بجملة على أعدائي كلهم السلام.
عاش جيلنا، بل أجيالنا الطالعة أيضا، وهي تفكر بأن إسرائيل هي الغدة السرطانية التي لابد من استئصالها، هي الخطر الدائم على المنطقة وعلى الأمة، وعلى البشرية .. لكنها بفضل الحماية الأميركية، محمية ومصانة من أي تساؤل عن سلاحها النووي الخطر وعما تفعله في مختبراتها من أنواع فتاكة، سيكون جسد العربي مكان تجربته.