[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/mohamedabdel.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]محمد عبد الصادق[/author]
” .. رغم الحديث عن قرب القضاء على الإرهاب في بعض الدول العربية, وتعافي أسعار النفط إلى حد معقول في نهاية العام المنصرم ـ مقارنة بأسعار الأعوام الماضية ـ إلاّ أن قطار الإصلاح الاقتصادي وإعادة الهيكلة انطلق في معظم البلدان العربية ولن يتوقف في 2018م الذي سيشهد تطبيق مزيد من الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي تم إقرارها في 2017 ,”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودعنا 2017م غير مأسوف عليه بعد ما عانيناه من حروب ومآس وأزمات سياسية واقتصادية, أثرت على الأفراد والشعوب والبشرية جمعاء, خصوصا في منطقتنا العربية التي شهدت خلال العام الفائت قدرا غير مسبوق من الصراعات والخلافات بين كثير من الدول العربية, وتحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحة للقصف والسباب و"الردح" بين الأشقاء العرب في المشرق والمغرب, وفشلت جامعة الدول العربية في احتواء هذه الخلافات وأخفقت في الحفاظ على الحد الأدنى من التعاون بين الدول العربية, رغم انعقاد القمة العربية في موعدها مارس الماضي بالبحر الميت بالأردن ولا ندري هل تلتئم قمة العرب القادمة المزمع عقدها في الرياض وماذا سينتج عنها في ظل هذه الحالة غير المسبوقة من الانقسامات.
كانت خاتمة 2017م مأساة على العرب والمسلمين بتوقيع الرئيس الأميركي رونالد ترامب مرسوم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس, واستخدام أميركا "الفيتو" لمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرار يحفاظ على القدس من التهويد, وبدلا من وقوف العرب والمسلمين صفا واحدا في وجه القرار الجائر, شاهدنا تلاسنات وحملات إعلامية متبادلة للمزايدة على من ضحى ومن باع ومن ناصر ومن خان وتركنا إسرائيل تلتهم القدس وتقضم ما تبقى من فلسطين.
على المستوى الاقتصادي, تحمل المواطن العربي في الدول الغنية والفقيرة القدر الأكبر من أعباء الأزمات الاقتصادية الناتجة عن الحروب والإرهاب وتراجع السياحة و تدني أسعار النفط , وأصبح لزاما على المواطن العربي تحمل عجز الميزانيات الحكومية بتقليل مستوى معيشته ومعيشة أولاده ؛ من خلال تحمل الضرائب بجميع أنواعها (قيمة مضافة وانتقائية وتصاعدية), ورفع الدعم عن المحروقات وارتفاع أسعار السلع الأساسية, واتجاه كثير من الحكومات العربية لضغط الإنفاق الحكومي وتحميل المواطن نسبة من تكلفة العلاج والتوسع في التعليم الخاص وتقليص التعليم الحكومي ـ كل ذلك يهون أمام شبح التسريح من الوظيفة بحجة إعادة الهيكلة وضغط النفقات, فضلا عن شروع بعض الحكومات في نفض يدها من عملية التوظيف وإلقائها المسؤولية كاملة على القطاع الخاص ليقوم بتوفير فرص العمل وفقا لآليات السوق الحرة ونظرية المكسب والخسارة وما يستتبع ذلك من الجور على حقوق العمال وزيادة الأعباء التي يفرضها القطاع الخاص على موظفيه وتواضع الحماية الاجتماعية في حالة العجز أو المرض في ظل نقابات عمالية ضعيفة لا تستطيع مواجهة سطوة السلطة ورأس المال.
ورغم الحديث عن قرب القضاء على الإرهاب في بعض الدول العربية, وتعافي أسعار النفط إلى حد معقول في نهاية العام المنصرم ـ مقارنة بأسعار الأعوام الماضية ـ إلاّ أن قطار الإصلاح الاقتصادي وإعادة الهيكلة انطلق في معظم البلدان العربية ولن يتوقف في 2018م الذي سيشهد تطبيق مزيد من الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي تم إقرارها في 2017 , لتزيد الأعباء على المواطن الذي سيتحمل فاتورة علاج الاختلالات الاقتصادية الناتجة عن الإسراف وسوء إدارة الموارد وإهدار الثروات خلال العقود الماضية.
على المستوى العالمي ورغم تعافي بعض الاقتصاديات الرئيسية, ولكن ليس هناك دلائل على تحسن الأحوال السياسية أوالبيئية, وراحت معظم المواقع العالمية المهتمة بالتنبؤات قبل ساعات من انتهاء 2017 تنشر توقعاتها للعام الجديد والذي جاء معظمها محبطا ومثيرا للقلق والاكتئاب , فموقع "نوستراداموس" الفرنسي الشهير توقع أن يشهد العام الجديد حربا عالمية ثالثة ووقوع مزيد من الكوارث الطبيعية "زلازل وبراكين وفيضانات" واشتداد الأزمات الاقتصادية , واستمرار الحروب والتوترات في مناطق عدة من العالم , متوقعا أن تؤدي سياسات الولايات المتحدة الأميركية إلى التورط في حروب وصراعات تنتهي بتدمير إسرائيل .
توقع الموقع ـ الذي سبق له التنبؤ باغتيال الرئيس الأميركي الأسبق جون كنيدي في ستينيات القرن الماضي ورحيل شاه إيران محمد رضا بهلوي في السبعينيات, وتنبأ العام الماضي بفوز "ترامب" بالرئاسة الأميركية ـ أن الصراع القادم ستكون بدايته في فرنسا التي ستتعرض لهجمات إرهابية مدمرة ينفذها متشددون إسلاميون, ومن ثم تنتقل الهجمات إلى سائر أنحاء أوروبا, وتدخل أميركا على الخط لمساندة أوروبا.
وتوقع أن تستمر الاضطرابات الداخلية في إيران وتتفاقم بدعم من أميركا والدول الغربية وأن النظام الإيراني سيسعى إلى المواجهة مع أميركا وإسرائيل للخروج من المأزق الداخلي وتندلع حرب تستمر 7سنوات ؛ يكون معظم ضحاياها من المسلمين, ولن يعود السلام إلى العالم إلاَّ في العام 2025م.
كما تنبأ الموقع بزيادة درجات حرارة الأرض لأرقام قياسية, وفشل جهود خفض الانبعاث الحراري, واستمرار رفض الرئيس "ترامب" التوقيع على اتفاقية المناخ لعدم إيمانه بنظرية (ثقب الأوزون) التي يعتبرها أسطورة أطلقها الصينيون , ليمنعوا أميركا والغرب من الإنتاج الصناعي باستخدام الوقود الأحفوري ليسيطروا هم على الأسواق العالمية, وتنبأ الموقع بتعرض مناطق زراعية واسعة من الكرة الأرضية للتصحر والجفاف, واستمرار تدمير الغابات الاستوائية في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية, واتساع ثقب الأوزون وزيادة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية المدمرة للبيئة, كما توقع تعرض مناطق في استراليا والكاريبي واليابان لأعاصير وفيضانات عارمة, وتعرض روسيا والصين لهزات أرضية مدمرة.
وتوقع الموقع نشوب حرب عالمية ثالثة أطلق عليها " الحرب الهجينة", وأكد أنها ستقوم عندما تقطع الدول الكبرى "الإنترنت" عن العالم والذي سيترتب عليه انهيار اقتصادي واسع, بعد السيطرة على الكابلات الحاملة للإنترنت تحت مياه المحيط الأطلسي, والذي ستقوم به روسيا التي يتهمها الغرب بالقيام بزيارات ممنهجة عن طريق الغواصات للأماكن المتواجد بها كابلات الإنترنت لأنها تخطط لقطع هذه الكابلات في حالة نشوب حرب أو تسيطر عليها وتبث من خلالها معلومات غير صحيحة.
وجبهات الحرب العالمية الثالثة الهجينة ستكون الأرض والبحر والجو وجبهة رابعة هي الفضاء, الذي تسعى أميركا وروسيا والصين لإرسال أسلحة تعمل في الفضاء عن طريق الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية الذي سيكون تدميرها نذيرا ببدء الحرب العالمية الثالثة.