عاد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم من الباب الكبير ... وأكد لعشاقه ومحبيه بأنه يسير في الطريق الصحيح ... وبرهن للجميع بأنه يسير على خطى (سامبا الخليج) الذي أبهر متابعيه بدءا من 2002م فصاعدا ... عادت المتعة كما نتمناها في خليجي 23 ... فأنصفتهم الكرة ليجد الأحمر العماني (غير المرشح) في نهائي البطولة عن جدارة واستحقاق ... ليضرب موعدا ساخنا مع نظيره المنتخب الإماراتي الشقيق بأمسية الغد المثيرة على إستاد جابر الدولي في نهائي مكرر لخليجي 18 بأبوظبي ... وهو المشهد الرابع الذي يظهر به منتخبنا في المشهد الأخير لبطولات كأس الخليج منذ دخولها نظام المجموعتين ابتداء من دوحة الخير بخليجي 17 ..

عبور شاق

لم يكن عبور منتخبنا لنهائي خليجي 23 سهلا إطلاقا ... بل كان في غاية الصعوبة ... حيث إن المنتخب المنافس كان البحرين ... وهو دخل اللقاء وفي داخل لاعبيه ثلاثة أهداف رئيسية لا بد أن يحققوها بطبيعة الحال ... أول هذه الأهداف هو الوصول للنهائي الخليجي للمرة الأولى في تاريخ البحرين ... الهدف الثاني رد الاعتبار من المنتخب العماني الذي حرمهم من هذه الأمنية مرتين سابقتين في خليجي 17 ، 18 على التوالي ... وثالث الأهداف هو التأكيد على أن هذا الجيل هو من سيعوض الجيل الرائع بقيادة إخوان حبيل وطلال اليوسف ورفاقهم ... ولا ضير أن نضيف إليه هدفا آخر وهو مكافأة الجماهير البحرينية التي جاءت لمساندتهم بشكل استثنائي عبر الجو والبر من المنامة إلى الكويت ...

الفريق البحريني عكس منتخبنا ... فالبحرين دخل البطولة أو اللقاء وليس لديه ما يخسره ... فإن أصابت معه (خير وبركة) وإن خسر فهو فريق (شاب) ومن هذا المنطلق لم يخض اللقاء بضغوط كبيرة عكس منتخبنا الذي وبعد أن أظهر وجهه الحقيقي في مباريات دور المجموعات وتصدره المجموعة الحديدية عن صدارة واستحقاق وتجاوزه لمنتخبين بطلين أصبح محط أنظار الجميع وزاد عليه الضغط الجماهيري بالمطالبة بالوصول للنهائي ... وهو ما أوجد فرصة للبحرينيين أن يقدموا مستوى مميزا للغاية في لقاء أمس الأول بعيدا عن الخوف أو الضغوطات الأخرى السلبية التي تؤثر على عطاء اللاعب في الملعب ...
لذلك جاء عبور منتخبنا شاقا جدا وبهدف وحيد بنيران صديقة في مرمى السيد شبر البحريني مع أداء يشار إليه بالبنان للبحرين ..

الأداء الجماعي

في الكويت يتحدثون عن أن المنتخب الأحق باللقب هو المنتخب العماني منذ المباراة الأولى رغم أنه خسر المواجهة أمام الإمارات بهدف مشكوك في صحته ... وفي الكويت – كذلك – يتحدثون بأن ما يميز الفريق العماني عن بقية الفرق المشاركة هو الاداء الجماعي المتسارع البعيد عن الاخطاء ... فيما الفرق الاخرى تستند على لاعب أو لاعبين فقط بأن يكونوا مفاتيح اللعب لهذا الفريق أو ذاك ... وللأمانة الشديدة وبعيدا عن المجاملة والتسويف ... فإن ما اشار إليه جميع النقاد والمحللين والمتابعين لخليجي 23 هو ما كان السبب الرئيسي في وصول منتخبنا لنهائي الغد المنتظر أمام الإمارات ... فالاحمر العماني ليس بفريق اللاعب الواحد ... لذلك يصعب مراقبة مفتاح اللعب بالنسبة له ... ومن باب أولى فإن النهج الذي ظهر به منتخبنا هو دلالة على قراءة دقيقة للمدرب الهولندي فيربيك بإمكانيات لاعبينا ... سواء السرعة أو التمرير الأرضي أو الهدوء ... فأخرج لنا منتخبا مرعبا ليس به الكثير من العيوب بل به الكثير من الإيجابيات التي ستخدمنا كثيرا في قادم الوقت بإذن الله تعالى ... فالفريق الحالي ما زال لديه (7) لاعبين من افضل اللاعبين يتواجدون بالفريق الاولمبي ومتى ما انضموا للأحمر الكبير فإنهم سيكونون دعامة قوية لا يستهان بها وسيكونون تكملة لعمل من المتوقع أن يكون متقنا لأطول فترة ممكنة ..

برافو البحرين

بصريح العبارة أقول ... برافو للبحرين ... ونبارك لهم هذا المنتخب الشاب الواعد جدا في مسيرة الكرة البحرينية القادمة ... منتخب لا يمتلك لاعب صاحب خبرة إلا اثنين وهما عبدالله عمر وجمال راشد والثاني كان مصابا في مواجهة منتخبنا ... إلا أنه قدم اداء راقيا بعيدا عن الرهبة وبعيدا عن التحفظ وبعيدا عن كل ما يؤثر على مستواه الفعلي ... كان ندا قويا للأحمر بل أنه سجل أفضلية كبيرة في أغلب دقائق المباراة وبالأخص عقب الهدف الذي ولج شباكه ... وبطبيعة الحال فإن لاعبي البحرين ينتظرهم استقبال الابطال هناك في المنامة ... لأنهم وبأقل الإمكانيات والخبرة وصلوا إلى مرحلة متقدمة من عمر البطولة ... لذلك فإن على الاتحاد البحريني لكرة القدم المحافظة على هذا المنتخب الشاب (الرائع) بقيادة مدرب (شجاع) قدم كل شي في مباراة أمس الأول إلا أن بسالة وجسارة لاعبينا كانت سببا في بقاء الأحمر في النهائي وعودة أبناء دلمون إلى مملكة البحرين مرفوعي الرأس رغم الخروج ...

أفضلية منتخبنا

منتخبنا يمتلك أفضلية جيدة على حساب شقيقه الاماراتي قبل لقاء النهائي غدا ... فالفريق الأحمر العماني أنهى مهمته في الوقت الاصلي دون الدخول في أجواء الأوقات الاضافية (نصف ساعة) ... وكذلك لم يعش لاعبوه الضغط النفسي الكبير قبل ركلات الترجيح ... عاملان مهمان جدا لمنتخبنا في نهائي الغد المنتظر ... فالجهد البدني الذي بذله الاماراتيون أمام العراق مضاعف وله من الآثار السلبية الكثير ... فالوقت الذي يفصل بين مباراة نصف النهائي ولقاء الختام غدا قليل مقارنة بالفترة المطلوبة للاستشفاء الكامل للاعبين ... وهو أمر سيجد زاكيروني معه صعوبة في إعادة عموري ورفاقه إلى ذات الفورمة من الجهد البدني قبل مواجهة (سامبا الخليج) ... وبات جهازه الطبي يبذل جهدا مضاعفا جدا من أجل إعادة الفريق الابيض لنفس الجاهزية التي يجب أن يكون عليها قبل المباراة ...

كما أن الضغط النفسي والذهني والبدني الذي صاحب اللاعبين قبل تسديد ركلات الجزاء أخذ مأخذه كذلك ... وبالتالي فهو أحد الأسباب التي يجب أن تكون غير ايجابية في صفوف الامارات قبل اللقاء ... ناهيك عن أن منتخبنا انهى لقاءه أمام البحرين قبل (4) ساعات تقريبا من نهاية مباراة الامارات والعراق ... لذلك فإن الأفضلية تصب في مصلحة منتخبنا في شأن الجانب البدني لطرفي النهائي الذي نتمناه أن ينصفنا في هذه المرة من وطن النهار الجميل (الكويت) .

استشفاء

أجرى منتخبنا الوطني حصته التدريبية ليوم أمس في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا بملعب نادي الكويت بمدينة كيفان ، والذي خاضه مجموعة اللاعبين الذين لم يلعبوا المباراة أمام البحرين بالمربع الذهبي مساء أمس الأول ، وهو تدريب متعارف عليه لدى فيربيك وهو التأكيد على نفس النهج الذي يسير عليه مع نجوم الأحمر من خلال اسلوب اللعب الذي خص به هذه المجموعة الشابة للأحمر وفق امكانياتهم الفنية .

أما اللاعبون الذين خاضوا المباراة فقد تدربوا في فندق الاقامة عبر تمارين استشفاء معينة على يد الجهاز الطبي للأحمر ، وذلك من أجل إزالة الارهاق البدني الكبير الذي قدموه في لقاء البحرين والذي تكلل بالتواجد في نهائي البطولة عن جدارة واستحقاق .

تجهيز الأحمر

ينهي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم جاهزيته للقاء النهائي أمام الامارات من خلال التدريب المسائي الذي سيخوضه منتخبنا بساحة نادي الكويت هذا اليوم ، ومن خلاله لن يكون الكثير من العمل الفني والبدني ، وذلك نظرا للجهد المبذول خلال اليومين الماضيين ، لذلك سيكون التركيز على تطبيق اسلوب اللعب أمام الامارات والذي من خلاله يبحث الأحمر عن اللقب الثاني في تاريخ الأحمر العماني بعد أن طار من بين يديه مرتين كان فيهما الاحق بالتتويج على حساب قطر في خليجي 17 ، وعلى حساب الامارات في خليجي 18 .

سيحضر التدريب كافة أفراد البعثة الادارية المرافقة للمنتخب ، بالاضافة إلى سعادة الدكتور عدنان بن أحمد الأنصاري سفير السلطنة بدولة الكويت وعدد من اعضاء السفارة العمانية ، وهي الأمور التي سارت عليها كل تدريبات المنتخب منذ وصوله للمشاركة في خليجي 23 ، حيث يعيش الجميع في جو أسري تحفيزي رائع يصب في مصلحة الفريق الاحمر دون جدال .

شكرا للأوفياء

كلمة حق يجب أن تقال في حق الأوفياء الذين حضروا من عمان لتشجيع وتحفيز المنتخب الوطني في مهمة الصعود أمام البحرين ... شكرا لكل من ساهم في وصول هؤلاء إلى الكويت ... برا أم جوا ... كلهم تجندوا من أجل عمان الوطن ... عمان الخير ... فخرجت اللوحة مكتملة الاضلاع في استاد جابر الدولي ... ليساهم هذا الحضور الجماهيري الرائع في إشعال فتيل الحيوية والثقة بالنفس لدى هؤلاء الشباب الرائعين في الفريق الأحمر ... ليرسموا معا لوحة فرح في وطن النهار ... ملحمة رائعة رسمها ابناء عمان من داخل الميدان وخارجه بنفس الإيجابية ... فتحقق المهم وتبقى الأهم في مسيرة الأحمر بخليجي 23 ...

أتوا محملين بطموحات وطن بأكمله ... اتوا وهم يدركون بأن رحلة العودة لن تتأخر أكثر من ساعتين عقب نهاية المباراة ... فجاءوا ولم يأبهوا بتعب الرحلة من مسقط وإلى مسقط في اقل من (8) ساعات ... لأنه حب الوطن وحب الاحمر بل العشق الأزلي الذي ما زال يسري في شرايين ابناء الوطن الغالي ... يبحثون عن لقب متفرد آخر في مسيرة الكرة العمانية ببطولات كأس الخليج ... فكانوا مع الموعد ليقتربوا مع إخوانهم اللاعبين من أجل تحقيق ما أتوا لأجله وسعوا لتحقيقه ... تبقت خطوة واحدة ... وعلينا التكاتف جميعا لتحقيقها ... لا يهمنا الكيفية والعدد والكم ... ولكن يهمنا الكيف ... فهيا بنا نتوافد من الآن للكويت لصنع الإنجاز المنتظر بإذن الله تعالى .

لقاء مهم

التقى في الساعة السادسة مساء أمس الشيخ سالم بن سعيد الوهيبي رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم ورئيس البعثة المشاركة في خليجي 23 بالوفد الاعلامي المرافق للأحمر في البطولة ، وذلك بفندق شيراتون الكويت بمدينة الصالحية ، حيث دار اللقاء حول تقديم الشكر للوفد الاعلامي على الجهد الذي بذله الجميع في تغطية الحدث بالصورة المثالية والداعمة للفريق بعيدا عن الدخول في اي سلبيات تعكر صفو المسيرة ، ناهيك عن التعامل الراقي جدا للإعلام العماني مع ما يحدث هنا وهناك في أروقة البطولة بين شد وجذب من أطراف مختلفة ، حيث أثنى رئيس الاتحاد على حسن التصرف وحكمة التعامل مع كل الظروف بالطريقة المثالية والتي عرفت عن الاعلام العماني بكافة اطيافه ، مؤكدا على التوازن الإيجابي جدا في الطرح وهو ما جعل من الاعلام العماني محط إعجاب من الجميع دون استثناء نظرا لحياديته في التعامل مع البطولة بلباقة وحسن تصرف .

في الوقت ذاته ، أكد رئيس الاتحاد على ضرورة السير قدما في ذات النهج حتى نهاية البطولة ، مشيرا على أن الجميع يعمل في بوتقة واحدة من أجل الوصول للهدف المنشود وهو التتويج باللقب والعودة به إلى مسقط العامرة في مشهد لم يتكرر سابقا بالتتويج من خارج الديار ، حيث إن اللقب الوحيد الذي حاز عليه منتخبنا هو في مسقط في يناير 2009م .وفي الجانب الآخر ، أشاد الزملاء الاعلاميون بالبعثة العمانية بالتعامل الجيد من افراد البعثة لهم ، وبتواصلهم الدائم وحل جميع مشاكلهم في توقيت قياسي مما ساهم في نجاح مهمتهم ووصول رسالتهم بالطريقة المثالية لكافة ابناء الخليج والجماهير بالسلطنة ، مطالبين بأن يكون ذات الاهتمام مستمرا حتى عودة البعثة للسلطنة بإذن الله تعالى .