[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
رغم معرفة قادتها بفشلهم المسبق في العدوان على غزة، فان اسرائيل تحاول مرة جديدة الولوج في تجربة لن تحصد منها سوى الخيبات وتكرار ماتوصلت اليه في اكثر من عدوان سابق.
لكن المؤلم في الموضوع الغزاوي، كما نقل الينا مسؤول فلسطيني رفيع، ان الضفة الغربية على حال من الصمت بل هي مهتمة بالمونديال اكثر من اهتمامها بموضوع الشقيق الذي يقتل في القطاع. ويضيف المسؤول ان الرئيس محمود عباس نجح في تحويل سلطته الى مركز تستفيد منه اسرائيل ولا تهابه، تعتمد فيه على اذرع فلسطينية تقدم لها ماتحتاجه من جاسوسية واخبار وامن ايضا، مما يريحها في تحركها اتجاه القطاع الذي ليس له من نصير ولا منجد ولا من يقف الى جانبه. لقد نجح الاسرائيلي في رسم الهوة بين غزة والضفة، صار الفلسطينيون فلسطينيين، ابتعدا الى حد الافتراق، كي لانقول ان امر هذا لم يعد يهم امر ذاك.
لاشك ان العدو الصهيوني الذي يفتعل تلك الحرب ليجرب خظوظه البائسة، يحاول مرة اخرى ان يكتشف مشروع التفاهم بين غزة والضفة على قاعدة ارساء تفاهم التوحد، فاذا بها هشة وليس لها وجود، ثم هو يحاول غسل مرحلة اختفاء المستوطنين ثم قتلهم، كما يحاول ان يرسم اعادة الحياة الى تركيبة وزارته الهشة، لكنه مع ذلك سيخرج من هذه الحرب خالي الوفاض، نفوس شعبه في المناطق الجنوبية منهوكة قواها، خائفة، مذعورة، مضطربة من شدة الخوف الذي سيطر عليها من صواريخ المقاومة التي دكتها.
هو عالم مجنون اذن مايفعله نتنياهو الذي يقال ايضا انه يريد اكتشاف القدرات الجديدة التي ادخلها على الباتريوت .. ان كل هذه الأمور دلائل عجز سوف تحبطها غزة، ومن الواضح حتى كتابة هذه السطور ان هجوما بريا واسعا ليس مقررا طالما انه لم يتم استدعاء الاحتياط .. فاذن، يضرب مجنون اسرائيل والمتغطرس الاكبر فيها خبط عشواء وهو يعرف ان انفراده بغزة بات لايعني منذ زمن بعيد قدرته على احتلالها او فرض هيبته عليها، بل هي من يأخذ المبادرة عند اول صاروخ تطلقه باتجاه مستعمراته الهشة.
لا بديل عن الوحدة الفلسطينية، من المؤسف اننا نصرخ في واد عميق لاقرار له .. بل بات من المؤسف القول، ان غزة وحدها من تقدم كل مرة اهلها على مذبحة العنف اليومي ولا من منجد سوى سواعد اهلها وقدراتهم الذاتية.
سواء طالت الحرب الاسرائيلي ضد غزة او انتهت بتدخل، فانها لن تخرج عن كونها اعادة لما سبق. ولن يحلم نتنياهو الذي جرب حظه مرة اخرى سوى الفشل في خلق صورة جديدة مختلفة تكون لصالحه في نهاية الأمر.
قواعد اللعبة لم تتغير: غزة المحاصرة تفك حصارها بصواريخها العابرة لأي مكان تطوله .. وشعبها ملتزم بتقديم صورة عن الفدائي الذي يجالس الخطر وهو لايأمل من امته سوى المساندة ان استطاعت، بل لايأمل في هذه الدنيا سوى نجدة الشقيق الفلسطيني الذي يعيش موندايله بفرح وحبور ناسيا متناسيا ان له شقيقا يتألم ويتعذب ويدافع في نفس الوقت عن مصير كل فلسطيني اينما كان.