[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
” لقد أعلن رئيس مجمع مصلحة النظام في ايران محسن رضائي, ان تفاصيل سيناريو الأحداث في ايران "خُطِّط لها في اربيل باقليم كردستان العراق, من قِبل اميركا وجماعة مجاهدي خلق, ومؤيدي الشاه. بل مضى إلى سرد المزيد من التفاصيل والشروحات بالقول: إن اجتماعات عُقِدت قبل عدة اشهر في مدينة اربيل ، حضَرها مدير العمليات الخاصة بوكالة المخابرات الأميركية (CIA ) وهو رئيس قسم عمليات إيران,”

لعل الذين راهنوا على ما سميّ بالاحتجاجات الإيرانية لتغيير النظام الإيراني, كانوا يسّبقون رغباتهم على التحليل الواقعي لهذه الأحداث الطبيعية جدا أن تقوم في مطلق بلد! بالطبع ليس من الصعب معرفة هذه الأطراف وهي: الولايات المتحدة والكيان الصهيوني وبعض الأطراف العربية, التي ترى في العدو الصهيوني صديقا وحليفاً, وترى في إيران عدوا فارسيا لدوداً ,تتوجب محاربته !يدّعون أن لإيران مشروعها الاستعماري في المنطقة! سئلت هذا السؤال على أكثر من فضائية عربية, وتلخص جوابي في التساؤل: أين هو المشروع العربي بالله عليكم؟ أمتنا تفتقد مشروعاً, وتستكثر على الآخرين مصالح دولهم وليس مشاريعهم الاستعمارية ولا مشاريع استعمارية غير المشاريع الصهيونية والأميركية وحلفائهما.
منذ مجىء ترامب إلى السلطة وهو يهدد بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران الذي أبرمته مجموعة (5+1) باتفاق دولي, ويهدد إيران عسكرياً. كذلك العدو الصهيوني المثقل هموما بالقوة الإيرانية المتنامية, وبخاصة بعد فشل المشروع الاستعماري لتقسيم سوريا وهزيمته هزيمة منكرة. مسؤول أميركي يسرّب معلومات بأن الولايات المتحدة ستعترف بدولة الأكراد المطعمين ببعض العرب (للتعمية) في شرق الفرات. منذ الآن نقول: سيفشل هذا المشروع السرطاني الخبيث, وستضطر الولايات المتحدة إلى حمل عصاها على كاهلها وترحل بكل قواتها من سوريا, تماما كما رحلت من أرض العراق تحت وطأة ضربات المقاومة العراقية الباسلة, وسيفشل المخطط التركي الذي كان وراء إنشاء ما يسمى بـ "جيش التحرير الشعبي"! ما يجري هو محاولة استباقية لإفشال مؤتمر "سوتشي" ومحاولة لاستمرار إغراق سوريا بالدماء والصراعات الدائمة. سوريا قوية بحلفائها وجيشها وشعبها وستفشل كافة هذه المشاريع.
لقد نجحت السلطات الايرانية, في استيعاب الاحتجاجات, واستطاعت امتصاص الذين حاولوا استنساخ تجربة العام 2009 , وإن كانت الظروف بينهما مختلِفة, اذ لا انتخابات رئاسية أو خلاف على هوية الفائز في الاحتجاجات الأخيرة, ما منح الحِراك الأخير الذي بدأ بمطالب اقتصادية واجتماعية بُعداً آخر. إن جلسة مجلس الأمن التي انعقدت بطلب وإلحاح من واشنطن, لم تسفِر عن نتائج تُذكر, رغم الضجيج الأميركي المعلَن حتى ان بيانا لم يصدر عن المجلس, كون "لا إجماع" بين الأعضاء على توصيف طبيعة ما جرى, وبخاصة ان ادعاءات المندوبة الأميركية حول حقوق الإنسان وحق التظاهُر, لم تجد آذانا صاغية لدى الذين رأوا ان الاحتجاجات أمر داخلي لا شأن لمجلس الامن بها, وان "واشنطن تسّتغِل المجلس, والوضع حول إيران ليس من صلاحيات المجلس", كما قال المندوب الروسي لدى مجلس الأمن,عندما غمز ايضا من قناة واشنطن مشيرا الى ان "التلاعب بصلاحيات المجلس ادّى الى الفوضى في ليبيا وسوريا واليمن".
لقد أعلن رئيس مجمع مصلحة النظام في ايران محسن رضائي, ان تفاصيل سيناريو الاحداث في ايران "خُطِّط لها في أربيل باقليم كردستان العراق, من قِبل اميركا وجماعة مجاهدي خلق, ومؤيدي الشاه. بل مضى الى سرد المزيد من التفاصيل والشروحات بالقول: إن اجتماعات عُقِدت قبل عدة اشهر في مدينة اربيل ، حضَرها مدير العمليات الخاصة بوكالة المخابرات الأميركية (CIA ) وهو رئيس قسم عمليات إيران, ومدير مكتب قصي ابن صدام وهاني طلفاح شقيق زوجة صدام, ومُمَثل البرزاني, وممثلون آخرون وممثل إحدى الدول العربية, والكلام أوردته حرفياً وكالة "مهر"الإيرانية للانباء (7 يناير 2018) . وهو اتهام صريح ومباشر وبالأسماء, ساقه احد أعمدة النظام الإيراني, بل قام بذكر الاسم الكودي للعملية وهو "استراتيجية التنسيق المُثمِر" مُحدِّداً تواريخ ووسائل انجاح هذا السيناريو الذي بنى عليه اتهاماته. أبعد ذلك, هل يشك أحد في الأيدي الخارجية التي حاولت العبث في إيران؟ سؤال برسم الإجابة عليه.