[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
مع كل وضوح هذه الجملة إلا أني لم أفهم كيف يمكن تطبيقها، وبالتالي مدى فاعليتها !..
يقول أحد الكتاب عنها أنها لغة العجز في صورة مظهره .. إذا أراد قوم احتلت أراضيهم إن يناموا على الضيم فليرفعوا هذا الشعار الذي سوف يؤدي إلى عشرات الأعوام بل مئاتها إلى اللاتحرر ولا الحرية.
إنه الموات الشعبي الذي يثبت ضعف " مقاومه " وبحثه عن تعبير هو أسهل الطرق للهروب من السلاح والتنظيم وإدارة المعارك وخوض غمارها .. وفي التاريخ المقاوم أدلة عديدة يعرفها صاحب هذه النظرية وملهمها والمقرر تنفيذها بشتى الطرق.
دائما هنالك تكرار لحروب مقاومة لم يكن السلم فيها أبدا موجودا ولن يكون .. من الجزائر إلى فيتنام إلى كوبا إلى الصين وغيرها، كانت المقاومة المسلحة هي الأساس، دون أن يعني استعمال البقية الباقية مما يصب فيها من مباحثات ومفاوضات وحوارات.
لولا السلاح لكانت الجزائر إلى اليوم فرنسية، وفيتنام تحت القبضة الأميركية، والصين على أنغام ماقبل الثورة ، وكوبا في فم باتيستا .... وعندما يقال السلاح فليس المقصود دائما بذاته، إنه الأداة الفاعلة التي تهاجم وتصد ولعلها تصل إلى كل مكان في العالم وتخترق الإعلام وتطرح السؤال الشعبي حول من يطلقه ولماذا.
ولولا السلاح ماكان بالإمكان أن تصل أقدام ياسر عرفات إلى رام الله رغم أنه ليس الحلم الأكبر الذي انطلقت من أجله تلك الأفواج الجماهيرية الفلسطينية، وصدح الغناء الوطني في وصف مسيرته .. ورغم القبول باللعبة التي استعملت لإقصاء الفلسطيني عن ثورته في أوسلو، فإن هذه الطريق أوصلت إلى الضفة الغربية التي نخرتها المستوطنات ..
قال الماريشال اليوغوسلافي الخبير جوزيه بروز تيتو قبل موته بشهور لياسر عرفات أثناء اجتماعه به في أوائل الثمانينيات، إياكم وإقامة الصلح مع إسرائيل، كان الرجل على معرفة بأبعاد كل خطوة ناقصة في مسيرة البحث عن تحرير الأوطان وهو الذي عاش في متنها. من يبحث اليوم إلى ما أوصلته أوسلو إلى الفلسطينيين، سيرى العجب، والذين صفقوا للمقاومة الشعبية السلمية هرموا في النضال وباتوا يريدون الراحة تحت أي ظرف مريح، جتى لو أدى ذلك إلى تصفية القضية الفلسطينية.
27 مقاوما كمنوا في قلعة الشقيف بجنوب لبنان أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ظلوا يقاتلون جيشا بكامله، ورغم أنه وصل إلى تلال بيروت، لم يستطع هزيمتهم إلا بعد أن حشدوا له أكثر من اثني عشر ألف جندي. تلك الروح المقاومة مازالت متوفرة لدى الشعب الفلسطيني الذي كانت تقول أدبياته ذات ثورة فاعلة إنه لن يخسر سوى التشرد والخيام.
نعرف جميعا كم يتوفر لهذا الشعب المناضل من قوة بأس وقدرة تضحيات وهو دفعها دائما في مسيرته النضالية .. فمن أين عليه أن يتحمل نظرية الموت البطيء ، بل انزياح المزيد من أرضه أمام عينينه وهو واقف عاري الصدر واليدين إلا من حجر على مفترق طرق يتأمل، ويركض هربا من الغازات السامة والمياه الآسنة، ثم يعود إلى بيته فإذا بإسرائيل تعتقله أو ربما أجهزة أمن أخرى.
نظرية المقاومة الشعبية السلمية لاتصلح لحالة الشعب الفلسطيني بالتحديد، وبعد سبعين سنة من طرده من أرضه التاريخية. نعرف صعوبة ووعورة المقاومة المسلحة التي قاسى في تجربتها وخصوصا في مفهوم المكان المحيط، لكن حضور فلسطين اليوم أشد تأثيرا من تلك الفترات مما يسمح لأي حراك مسلح أن تتم رعايته بما يلزمه ويغنيه.