صعد الاحتلال الإسرائيلي من عدوانه لليوم الثالث على التوالي على قطاع غزة الصامد ، وسط رد فوري من كتائب المقاومة الفلسطينية التي وصلت صواريخها لعاصمة دولة الاحتلال ومدينة القدس الغربية المحتلة ، فيما بدأ التململ من فلسطيني الضفة وشهد أمس مواجهات بين جموع الفلسطينيين الغاضبين الرافضين لما يحصل بغزة وبين قوات الاحتلال ، التي فتحت نيرانها في مواجهة فلسطيني الضفة ، وأعلنت مصادر فلسطينية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الاسرائيلية على غزة إلى 38 شهيدا بعد استشهاد امرأة فلسطينية واثنين من أطفالها امس في غارة إسرائيلية على منزلهم السكني في وسط قطاع غزة. وقالت مصادر فلسطينية إن الشهيدة وطفليها انتشلوا من تحت أنقاض منزلهم في مخيم البريج للاجئين أشلاء ممزقة.. مضيفة أن الغارة أسفرت عن إصابة أربعة أشخاص على
الأقل بجروح وصفت حالة أحدهم بالحرجة. وشنت الطائرات الإسرائيلية سلسلة غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة مستهدفة منازل سكنية ومقرات حكومية ومواقع أمنية إلى جانب أراض خالية ما أوقع عدد كبير من الجرحى. وارتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 38 وأكثر و300 جريح منذ إعلان الجيش الإسرائيلي بدء عملية "الجرف الصامد" العسكرية فجر أمس الثلاثاء على قطاع غزة. وكان الناطق باسم حركة (حماس) سامي أبو زهري قال في بيان صحفي له إن استمرار قصف البيوت واستهداف المدنيين هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء والاحتلال سيدفع الثمن غالياً. وردا على العدوان الإسرائيلي أرسلت كتائب المقاومة الفلسطينية صوريخها في اتجاه وسط وجنوب إسرائيل وخرجت من غزة صواريخ بعيدة المدى أطلقت باتجاه منطقة تل أبيب الكبرى والمجلس الأقليمي الواقع جنوبي غربي القدس المحتلة . كما سقطت 6 قذائف صاروخية في محيط المجلس الإقليمي اشكول بعد ظهر أمس ، وتسبب ثلاث منها في حدوث أضرار بمبان وبطريق داخل إحدى القرى وانقطاع التيار الكهربائي عن القرية. و أعلنت المقاومة الفلسطينية تمكنها من إطلاق صاروخ من نوع M75 تجاه مطار نفاتيم القريب من تل أبيب " تل الربيع" ويبعد مسافة 70 كلم عن قطاع غزة كما أعلنت عن إطلاق العشرات من الصواريخ باتجاه مدن ومستوطنات الاحتلال. وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان لـ (الوطن) أن رشقات من الصواريخ أطلقت صباح أمس من القطاع تجاه المستوطنات الإسرائيلية. واعترفت إسرائيل بسقوط مجموعة صواريخ في مناطق مفتوحة بالنقب الغربي بأراضي 48 كما اعترفت بسقوط مجموعة من الصواريخ في نيتيفوت. وأعلنت فصائل فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق عدة صواريخ تجاه البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة. وشهدت مدن وقرى الضفة مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال, حيث عم الغضب مدن الضفة بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة ومحاولة قوات الإحتلال فرضت هيمنتها وهو ما دفع الضفة للانتفاض من أجل التصدي للعدوان الإسرائيلي. وأصيب 11 شاباً فلسطينياً بالرصاص الحي والمعدني، فجر أمس الأربعاء، في مواجهات اندلعت عند مدخل مستوطنة "بيت إيل" الجاثمة على أراضي مدينة البيرة، أشعل خلالها عشرات الشبان الفلسطينيين النار في برج مراقبة إسرائيلي. وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي والمعدني بكثافة نحو الشبان، فأصيب 11 شاباً بالرصاص الحي والمعدني، أحدهم أصيب إصابة مباشرة في العين ووصف جراحه بالخطيرة، فيما أصيب شاب بعيار حي في الفخذ، وأصيب ثلاثة آخرون بالأعيرة المعدنية في الظهر، وثلاثة آخرون بعيارات معدنية في البطن، والثلاثة الآخرون أصيبوا في القدم والفخذ بالعيارات النارية. وفي الوقت الذي يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مخلفاً عشرات الشهداء والجرحى، ندد العديد من دول العالم بالعدوان، مطالبة بوقفه فوراً، في الوقت الذي نشطت فيه الدبلوماسية الفلسطينية لوقف العدوان على غزة ودعوة مجلس الأمن للانعقاد، بينما تواصلت كذلك ردود الأفعال الفلسطينية والعربية المنددة بالعدوان الغاشم. فقد أعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس الأربعاء، أنها طلبت من البعثة الفلسطينية في جنيف التنسيق مع المجموعات الإقليمية المختلفة من أجل عقد جلسة طارئة لمجلس حقوق الانسان بشأن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وذلك بناء على تعليمات الرئيس محمود عباس وقرار مجلس الوزراء. من جهته حدد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي حركة المقاومة الإسلامية حماس شرطين للتهدئة مع إسرائيل. وقال مشعل في كلمة ألقاها مساء أمس الأربعاء إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقف حربه على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة وتغيير سياساته في الاستيطان والقتل والاعتقال كشرطين لتثبيت التهدئة من جديد،بحسب وكالة "معا"الإخبارية الفلسطينية. وأضاف " نتلقى اتصالات ووساطات من جهات غربية وعربية بهدف وقف إطلاق النار ، ومن يطالبنا بالتهدئة مقابل التهدئة نقول له يجب العودة إلى الأساس والضغط على نتنياهو لوقف العدوان". وطالب مشعل الشعب الإسرائيلي بالضغط على نتنياهو لتغيير سياسته تجاه الشعب الفلسطيني "لأن ما تعانونه اليوم واختباءكم في الملاجيء بسبب سياسة نتنياهو...هو يقودكم من فشل الى فشل ". وطالب مشعل في رسائل الى فصائل المقاومة في غزة بأن تتحمل مسؤوليتها وطالب السلطة والأجهزة الأمنية بالوقوف مع شعبهم فنحن في خندق واحد والعدو لا يفرق بيننا ". ودعا أهالي الضفة إلى الانتفاضة في وجه المحتل وناشد الشعوب العربية التظاهر في الميادين لنصرة الشعب الفلسطيني.