[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/uploads/2016/11/yousef.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]يوسف الحبسي[/author]
الإرهاب بطوائفه آفة ومرض خطير يستهدف تجنيد البؤساء والمتطرفين لقتل الأبرياء من الناس، ومع استمرار هذا المسلسل الأسود لا يزال العالم على خلاف في تعريف الإرهاب، فمنهم من يمارسه باسم مختلف، ومنهم القابعون في براثنه.

الإرهاب فقاعة تظهر بين الفينة والأخرى في بقاع الأرض تهلك الحرث والنسل وتبيد الأحياء من بني الإنسان، من القاعدة إلى "داعش" والشباب المجاهد وبوكو حرام وغيرها من مما لا تستحق الذكر، فساد في الأرض يخمد هنا ويظهر هناك، إذ هذه فئة ليست من الإنسانية في شيء، ففي السنوات المنصرمة مع بدء الألفية الحالية عاش العالم المآسي من جراء هذا الفكر الأخرق، وزهقت آلاف الأرواح في ربوع هذا العالم بغير ذنب، فلم يسلم من أذاهم أحد حيث أوغلوا في تفنن أساليب القتل والتدمير باسم فكر بائد.
ومع أفولهم في سوريا والعراق لا يزال هؤلاء الشرذمة يعيثون فسادا في مصر وليبيا والصومال واليمن وأفغانستان، ويرتكبون الجرائم في أوروبا ودول عدة، وتحركهم أيادٍ غامضة تستهدف تحقيق مآرب لها.
الإرهاب بطوائفه آفة ومرض خطير يستهدف تجنيد البؤساء والمتطرفين لقتل الأبرياء من الناس، ومع استمرار هذا المسلسل الأسود لا يزال العالم على خلاف في تعريف الإرهاب، فمنهم من يمارسه باسم مختلف، ومنهم القابعون في براثنه.
إن محاربة هذه الأفكار الشنيعة ليست من اختصاص العسكريين فقط، وإنما من مسؤوليات بني البشر جميعا، فمن ذا الذي يترك رغد العيش ويتأثر بأفكار الدواعش وأذنابهم، غير آبه بالبشرية. وهذا النموذج على الدول في العالم المتقدم أن تحلل سر انحلاله من مجتمعها، فليس من المنطق أن يقطع هؤلاء آلاف الأميال كي ينضموا إلى الطاعون الأسود، في سوريا والعراق، ومع انقشاع غبارهم في هاتين الدولتين، ينبغي أن يحارب هذا الفكر في المناهج ووسائل التواصل الاجتماعي، وتحقيق الأمن والسلام للبشرية في ربوع أرضها.
الإرهاب لم يتوقف بعد مقتل قياداته فلا يزال هناك العديد منهم يتوارون عن الأنظار، ولعل اختفاء البغدادي بعد تحرير العراق وسوريا من عصابته نموذج لذلك، ولكم أن تتخيلوا كم من الأرواح أزهقت بغير ذنب في هاتين الدولتين، بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان، والقائمة تطول، والسؤال: من الذي يمول هؤلاء؟ ربما الإرهاب اسم مجرور من قبل الدول التي تحركه بأصابعها كيفما شاءت وفي أي مكان تريد، ونعلم علم اليقين من له مصالح في زعزعة أمن الآمنين في بلدانهم، إذ حياة البشرية لدى البعض مجرد رقم من خلاله يحقق مآربه، فالحذر الحذر من مكر الماكرين وحقد الحاقدين، لقد انكشفت بعض الأقنعة التي تمول هذه الفئة المارقة، التي ما إن انطفأت في مكان حتى تظهر في مكان آخر، والسلام والأمن مبتغى كل إنسان في هذا الكوكب الصغير، وقطع دابر الإرهاب مسؤولية أبناء آدم وحواء في هذه الأرض، ومن ابتغى غير ذلك فلا مكان له بيننا.