” تُعرف العملات الافتراضية بكونها آمنة وتوفر درجة عالية من السرية، حيث إن عمليات البيع والشراء لا يمكن مراقبتها أو التدخل فيها, ومن أبرز فوائد التعامل بتلك العملات والتي أبرزها بتكوين هو أنها مشفرة, ويصعب تزويرها أو تتبع العمليات التي تتم بها, أو حتى معرفة صاحبها, أو إتمام عمليات قرصنة على الحسابات التي تحتويها.”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في عصر بات فيه الإنترنت الشغل الشاغل لحياة العالم والحدث الأبرز للتطور في جميع نواحي المجتمعات برز العالم الافتراضي بخطة مالية عالمية تتوافق مع الحداثة وذلك من خلال إطلاق مولودة جديدة مرتبطة بـ (الإنترنت) أسماها المعنيون بها "عملة بتكوين".
بدأت ظاهرة العملات الافتراضية عندما أُطلقت البتكوين، ونجحت خلال فترة قصيرة نسبياً في فرض نفسها وحجز مكان لها بين أقوى العملات عالمياً, باعتبارها تشبه العملات التقليدية إلى حد ما، ولكنها تختلف من حيث إنها وهمية، وليس لها وجود مادي, ولا تُستخدم إلا عبر الإنترنت.
إن من إيجابيات هذه العملة هي سرعة تحويلها وخلال ثوان إلى أي جهة, ودون المرور عبر النظام المصرفي أو عبر أي وسيط , وبالتالي دون دفع رسوم للتحويل أو حتى الانتظار أيّاماً أو المخاطرة بتجميد الحوالة أو رفضها, وهي وسيلة أكثر كفاءةً للتعامل التجاري وهذا ينطبق على أيّ بلدٍ وبسهولةٍ ومجّاناً.
تُعرف العملات الافتراضية بكونها آمنة وتوفر درجة عالية من السرية، حيث إن عمليات البيع والشراء لا يمكن مراقبتها أو التدخل فيها, ومن أبرز فوائد التعامل بتلك العملات والتي أبرزها بتكوين هو أنها مشفرة, ويصعب تزويرها أو تتبع العمليات التي تتم بها, أو حتى معرفة صاحبها, أو إتمام عمليات قرصنة على الحسابات التي تحتويها.
كما أن بتكوين أقل خطراً من العملات التقليدية، عند الهجمات الإلكترونية. وهي لا ترتبط ببلد أو بموقع جغرافي محدد، وليست تحت سيطرة أية دولة في العالم ويمكن استخدامها في أية دولة تماماً.
أما خطورتها تكمن فى أحد مميزاتها, وهي السرية التي تنعكس ببعض السلبيات في إمكانية استخدامها في تمويل الإرهاب والجريمة المنظمة وغسل وتهريب الأموال وعمليات تجارية مشبوهة أو غير مشروعة أو غير قانونية عبر الإنترنت و التهرّب من الضرائب وإخفاء الثروة. وغياب تشريعات تنظم التعامل بها وتحفظ حقوق مستخدميها، كما أن قيمتها عُرضة للتذبذب بشكل كبير، إلى جانب العدد القليل من المتاجر والمحالّ التي تقبل التعامل بها، وغياب الاعتراف الدولي الكامل بها.
إن سبب كتابة هذا المقال ليس لإشهار العملة أو التحفيز على شرائها بل التحذير من الإقبال عليها بشدة أو تجاهلها بشدة. وللتنبيه والتجهيز لها والبحث أكثر لمعرفة مستقبلها. وتوعية الذين ينوون الاستثمار فيها, ويكونون على دراية بتقلب السوق والمجازفات التي يخوضونها عند الشراء. فيجب أن يتحلى المستخدمون ببعض الحذر إذا اختاروا شراء هذا النوع من العملات. الواضح هو عدم معرفة حدود هذه الظاهرة وخطرها إلى اليوم.
بعض الاقتصاديين والخبراء أبدوا تخوفاً من التعامل بعملة "بتكوين" معتبرين أنها مجرد فقاعة وسوف تنفجر وتحدث معها أزمات اقتصادية, فهل ستنجح في التحوّل إلى عملات معترف بها عالمياً، أم ستختفي مع مرور الزمن وتكون مجرّد وسيلة غير قانونية استخدمها مجهولون لتكوين ثرواتهم ؟

سهيلة غلوم حسين
إنستقرام/ suhaila.g.h تويتر/ suhailagh1 إيميل/ [email protected]