[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
اعتقد أن كثيرين لم يصدقوا وحتى بعض الكتاب والسياسيين، أن " داعش " دورة جديدة في اللعبة الاميركية للمنطقة، وبالتالي فهي ولدتها من أجل أن لاترحل عن المنطقة العربية .. لكنهم اليوم باتوا يؤمنون، بما كنا قلناه، وهي ان هذا التنظيم صنع خصيصا لعودة الاميركي الى العراق ولتقسيم سورية.
وزير الخارجية الاميركي تيلرسون قال بشكل واضح ان اميركا باقية في سورية والعراق حتى لايعود " داعش " اليهما .. اذن هو صنعه لهذه الغاية، امده بالحياة الى الحين الذي صار يختبيء وراءه اثناء اختفائه، مقابل " قتاله " اثناء تقدمه لغاياته على الاراضي السورية والعراقية .. وكلنا يعلم ان الخطة الاميركية هي في العودة الى العراق بعدما كان انسحابه منها ذليلا والاقرب الى طريقته في الانسحاب من فيتنام، أي بدون اتفاقات. اما سورية، فيبدو ان الاميركي الذي غير خططه فيها مرات، وصل في النهاية الى الاقرار، بانه لن يترك المكان الجغرافي الذي فيه من اجل: عدم افساح المجال لسيطرة ايرانية روسية كاملة، مما يعني التقاسم وصولا الى التقسيم، الامساك بورقة الاكراد كشعار لتنفيذ حضوره كمحتل مباشر وايجاد قواعد ثابتة له، ومن يحضر في الشرق الاوسط يحضر في العالم كله.
لكن الاوضح غير الظاهر، ان الوجود الاميركي في المناطق الكردية، اوقع الكرد في مطب النفوذ الذي سيجري استعمالهم خلاله من اجل بقائه .. لكن المخطط الاساسي من كل هذه اللعبة الجهنمية، اتاحة الفرصة لاسرائيل للقفز الى هذا الجيب الكردي من اجل دور ينتظره الكيان العبري طويلا .. وتقسيم سورية يعني بالضرورة تقسيم المنطقة ايضا.
وقع الاكراد في الفخ الذي جاء بالتقسيط، من صفة مراقبين اميركيين، الى قوات تدريب الى اسلحة متطورة، ثم الى قوة مشاة وغيره .. في وقت يبدو فيه الاكراد ايضا امام تحد لتركيا في منطقة عفرين، فيما قيل او سربت معلومات عن مقتل اربعة جنود اتراك، مما يعني ان تركيا قررت الدخول في صراع مع الاكراد هناك، والذي قد لايكون نزهة لها رغم مئات الاليات المنوعة وعدد الجنود من النخبة العسكرية.
ستبدي لك الايام ماكنت جاهلا كما قال الشاعر، والوضع الاميركي في الشمال السوري، بل الدور الاميركي في خلق " داعش " لعله صار مؤكدا لمن شككوا او لم يصدقوا منذ الاعلان عن هذا التنظيم الذي دخل الى مسرح الصراع قويا معافى ممتلكا لكل احتياجاته القتالية والحركية، واسلوبه في رمي الرعب والصدمة في قلوب ابناء المنطقة والعالم الذي تضرر كغيره ولم يقل حتى الآن حقائق " داعش " من اجل عيون اميركا والبقاء في ظلها.
لايبدو ان الصمت الروسي سيطول، ليس من الباب الدبلوماسي، بل من خلال موقف يغير من شكل اللعبة او يدعو الاميركي الى العقلنة في خياراته ، خصوصا وان الجانب السوري اكد مرارا ان الوجودين الاميركي والتركي احتلالي ويعني ذلك مقاتلته بالاسلوب الذي تمت مقاتلة كل الارهاب والتكفيريين.
لايستهينن احد بالانذار السوري المتكرر الى الاميركي والتركي .. وهنا لابد من الاعتراف ان الصورة الحالية للشمال السوري تكاد تنبيء بالعودة الى النقطة التي تحتم على الجيش العربي السوري فتح جبهات جديدة لاخيار امامه الا الشروع بها، هنالك تصميم سوري بتحرير كامل التراب، الأمر الذي يضع المنطقة من جديد امام مرحلة من القتال النوعي.