■ موسكو ـ عواصم ـ وكالات: قال مستشار لوزير الداخلية الأوكراني أرسين أفاكوف اليوم الجمعة إن هجوما للمتمردين الانفصاليين بصواريخ جراد في شرق أوكرانيا أسفر عن مقتل ما يصل إلى 30 من الجنود وحرس الحدود الأوكرانية، وإن العدد النهائي للقتلى قد يكون أكبر.
وأضاف المستشار زوريان شكيرياك في مؤتمر صحفي «قُتل نحو 30 شخصا. من غير المستبعد أن يرتفع عدد الضحايا لأن هؤلاء المتعطشين للدماء أطلقوا أنظمة (صواريخ) جراد وهناك دمار.»
وتشهد أوكرانيا صراعا محتدما منذ عزل الرئيس يانوكوفيتش مطلع العام الجاري، وضم روسيا لجزيرة القرم في خطوة أثارت حفيظة القوى الدولية.
وتصاعد العنف في شرق أوكرانيا مجددا عقب مطالبة مدن الشرق التى تقطنها الأغلبية الناطقة بالروسية بالانفصال عن كييف والانضمام إلى الاتحاد الروسي.
من جانبه الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو في اتصال هاتفي مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل انه مستعد «لوقف اطلاق نار ثنائي» في الشرق شرط ضمان مراقبة الحدود مع روسيا.
وقالت الرئاسة الاوكرانية في بيان نشرته بعد الاتصال ان «الرئيس اكد انه مستعد لوقف اطلاق نار ثنائي. وفي الوقت نفسه اكد انه من الضرورية التأكد من مراقبة الحدود لوقف نقل الاسلحة والمقاتلين منذ روسيا والافراج عن كل الرهائن واطلاق مفاوضات غير مشروطة».
وقالت كييف ان ميركل اشارت خلال الاتصال الى ان ممثلي بعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا الموجودين في شرق اوكرانيا «لا يمكنهم الوصول الى الحدود بسبب تحركات المقاتلين».
وقالت الرئاسة الاوكرانية ان بوروشنكو اتصل مساء الخميس هاتفيا بنائب الرئيس الاميركي جو بايدن ايضا للبحث في اصلاح البنى التحتية في البلدات التي استعادتها السلطات من الانفصاليين في شرق اوكرانيا.
واكد المصدر نفسه ان بايدن وعد بمساعدة اميركية لمثل هذه المشاريع.
من جهة اخرى، اعلنت الرئاسة الاوكرانية ان الجيش استعاد السيطرة على سيفيرسك التي تبعد مئة كلم عن دونيتسك ويبلغ عدد سكانها 12 الف نسمة.
فيما أعلنت هيئة الأمن الاتحادية الروسية تعليق عمل ثلاثة معابر على الحدود الروسية الأوكرانية بسبب استمرار إطلاق النار في الأراضي الأوكرانية بالقرب من الحدود فيما دانت منظمة العفو الدولية أمس تزايد عمليات التعذيب والخطف التي تستهدف خصوصا ناشطين موالين لكييف في شرق اوكرانيا الذي يشهد تمردا مسلحا لمؤيدين لروسيا.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء عن فاسيلي مالايف، المتحدث الرسمي باسم إدارة حرس الحدود التابعة لهيئة الأمن الاتحادية بمقاطعة روستوف الواقعة جنوب روسيا، أن معابر «دونيتسك» و»نوفوشاختينسك» و»جوكوفو» اوقفت عملها بسبب استمرار القصف من الجانب الأوكراني وخطر سقوط قذائف على المنشآت في المعابر الروسية.
وأضاف المسؤول أن موظفي المعابر نقلوا إلى أماكن آمنة، بينما لا يزال حراس الحدود يقومون بحماية حدود الدولة بمراعاة إجراءات الأمن اللازمة.
وفي سياق متصل دانت منظمة العفو الدولية تزايد عمليات التعذيب والخطف التي تستهدف خصوصا ناشطين موالين لكييف في شرق اوكرانيا الذي يشهد تمردا مسلحا لمؤيدين لروسيا.
وقال دينيس كريفوتشييف مدير المنظمة غير الحكومية لاوروبا وآسيا الوسطى ان «مئات الاشخاص خطفوا في الاشهر الثلاثة الاخيرة».
واضاف المسؤول نفسه في المنظمة المدافعة عن حقوق الانسان في بيان ان «معظم عمليات الخطف ارتكبها انفصاليون مسلحون ومعظم الضحايا يتعرضون للتعذيب». وتحدث عن «تجاوزات من قبل القوات الموالية (لكييف) سجلت لكنها اقل عددا».
وقالت وزارة الداخلية الاوكرانية ان حوالى 500 شخص خطفوا في الشرق بين ابريل ويونيو. وذكرت منظمة العفو ان الامم المتحدة احصت 222 عملية خطف.وشملت عمليات الخطف سياسيين وصحافيين ومتعهدين واعضاء في لجان انتخابية محلية وعسكريين وشرطيين.
وقالت المنظمة انه «مع استعادة القوات الموالية لكييف السيطرة على سلافيانسك وكراماتورسك (معقلا الانفصاليين الموالين لروسيا) وبلدات اخرى في شرق اوكرانيا، يتم تحرير اسرى ويتكشف مزيد من الحالات المثيرة للقلق».
وانا ناشطة موالية لاوكرانيا احتجزت رهينة ستة ايام تعرضت خلالها للضرب والجرح بسكين من قبل خاطفيها الذين اجبروها على ان تكتب بالدم شعارا انفصاليا.
وقالت هذه السيدة التي لم تكشف هويتها «وجهوا الى وجهي لكمات سببت كسورا. حاولت ان اغطي نفسي لكنه غضب وجلب سكينا».
اما ساشا (19 عاما) فهو ناشط آخر موال لاوكرانيا هرب الى كييف بعدما احتجزه انفصاليون في لوغانسك وقاموا بتعذيبه.
وقال «كانوا يضربونني بقبضاتهم، بكرسي، يطفئون سجائرهم على رجلي.. استمر ذلك فترة طويلة الى ان فقدت وعيي».
واوضح ان خاطفيه افرجوا عنه بعدما دفع والده فدية قدرها 60 الف دولار.
واوردت المنظمة ايضا امثلة على حالات تعذيب مارستها القوات الموالية لكييف في مرفأ ماريوبول جنوب شرق اوكرانيا خصوصا ضد شاب في السادسة عشرة نشر على الانترنت صورا لعملية عسكرية اوكرانية.
من جهة اخرى اعلنت اوكرانيا أمس انها تلقت ضمانات من الصين بشأن منحها قروضا قد تصل الى اربعة مليارات دولار لتعزيز القطاع الزراعي الذي يحظى باولوية لدى السلطات الاوكرانية.
واعلن وزير الزراعة الاوكراني ايغور شفايكا ان وفدا صينيا موجود حاليا في كييف واجرى لقاءات في وزارتي الزراعة والاقتصاد.
واضاف الوزير خلال منتدى زراعي في كييف «بامكاني ان اقول لكم ان الشركة الصينية التي تعمل مع الشركة الوطنية الغذائية الاوكرانية مستعدة في مرحلة ثانية لتقديم قروض تراوح قيمتها بين 3،5 مليارات واربعة مليارات دولار». ■