(1)
حين دشن عزلتَه
ومحا نصف قرنٍ
من عمره
فوق أرضِ الأسلاف
رأى ما رأى
كما يرى النائمُ
في حلمهِ
سفينةَ عمره
تغمرها جبال الرمل
لن تتلاشى ، شكوكه
تحت عبء المهمة
ليصل الملاحُ
إلى الشاطئ.

(2)
تحت سماواتٍ
رصاصية لا تمطر،
تورق روحُه
لنبعه الأول
يركض نحوه اليبابِ
تداهمه أرجلُ
العابرين والغرباء
نحو الغنيمةِ
مع هذا، لا تفلس
ذخيرتُه
من رصاصِ الاشتياق
وكغريبٍ ترتوي
روحهُ
بماءِ الفجيعة
يتهدل
كورقةٍ ذابلة
غادرت شجرتَها
على الرصيف.

(3)
في «سيت»
سألتُ المدينة
أن تدلني إلى أنوثتها،
طزاجة أظافرها على عنقي.
في «سيت»
تغادر ذاتك
المتضخّمة والنرجسية
وما يتبقى من جسدِك
تلويحةُ وداعٍ مليئة بالصمت
في «سيت»
يتجشأ الشاعرُ
صوتَه الأخير
كريشةٍ في هواء
عابر.

طالب المعمري