يَمشي
ولَيسَ في يده ِ
سِوى عصا يهّش بها
حَنين العُمرِ
بينَ غوغاء طِين ٍ
وشوكةُ صبّارٍ
كانَ يومىء لكُّلِ قَديم ٍ
يُلملِمُ منْ هُناك
ومن هنا
ما تبقى من
رَحيلِ "خديجة"
ليجمَعهُ في عراء وحدَتهُ
حاملاً في تجاعِيدِه ِ
كلّ أحزان الدراويش ِ
يراها كشمس الله
تملأ دمعهُ لوْ فاضَ
فيهِ اليُتم دونها!
دون القُرنفلة السمراء
الّتي توضأ منها الحبّ
مُذ كانَ غلاماً
يَبحثُ عما تبّقي
من حُزنِ هجرتها الأخيرة
يقولُ:
لِما خاصَمتني "خدِيجة" هكذا
حُينَ أدِيرُ مفتاح
حُجرات البابِ
فلا أجدها !!!
كيف تتركني وحيداً هكذا
بينَ موقد البردِ
ومصحفها القَدِيم؟
أثمة ما يذكرني بها
أي شيء منْ "خديجة"
شمعة،
ابرِيقُ شاي ٍ خمّرتهُ،
جلبابيَ الّذي غَسلتهُ فجراً،
ما كُنتُ أجهلهُ عن المَوتِ
لأعبرهُ خَفياً..
فنَصيرُ قبّرتانِ
نلوذُ كالغيمِ خِفافاً
نَحوَ جنّةٍ لا تُري
أنا وصبّيتي السَمراء
وستّة سنابل
"وكِسرة من خُبزٍةٍ
في حَجمِ قَلبي"!.

سميرة الخروصية