[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/fayzrasheed.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]د. فايز رشيد[/author]
تهديد ليبرمان لن يثني لبنان عن استثمار حقه في حقل الغاز رقم 9, والعطاء للشركتين الفرنسية والروسية ما زال ساريا, أما الحرب التي يهدد بها ليبرمان, هو ورئيسه وزملاؤه في عصابة قطاع الطرق الوزارية, فنتحداه ونتحداهم جميعا بمن فيهم قادة الجيش الصهيوني, أن يبدأوها, ونحن نعني ما نقول.

هدد وزير الحرب الصهيوني لیبرمان, لبنان بحرب شاملة تجبر أهله على النوم في الملاجئ, إذا ما أصر على استثمار حقل الغاز رقم 9 في البحر المتوسط. جاء ذلك خلال حوار معه في مؤتمر"لمعهد الأمن القومي الإسرائیلي" تحت عنوان "عدو أم شریك". قال فيه الفاشي ليبرمان: "إن المعاییر الیوم هي غیر الأمس, وإسرائیل قوة في المنطقة وممنوع أن یكون هناك أشخاص يلهون على البحر في بیروت وأشخاص ینامون في الملاجئ في تل أبیب"- في تلمیح واضح لترسانة الصواریخ التي في لبنان. وزعم لیبرمان أن بلوك الغاز في البحر الأبیض المتوسط الحدودي رقم 9 ھو ملك لإسرائیل ولیس للبنان! وأن الترسیم الحدودي یدل على ذلك.. واستطرد: نحن بعد العام 2000 عدنا إلى الحدود الدولیة المتفق عليها وكان هناك موافقة عليها, إن كل الاستفزازات التي یحاول حزب الله القیام بها والتحدي لن ترهبنا, ما الذي حصل إذا أقمنا عائقا في أرضنا السیادیة؟ أو أنهم مثلا طرحوا مناقصة على حقول الغاز من بينها البلوك 9 الذي هو لنا! على حد تعبیره.
من جهته حذر الرئیس اللبناني میشال عون, من أن تهديد لیبرمان, عن بلوك الغاز الطبیعي رقم 9 یمثل "تهديدا مباشرا" للبنان.. واستطرد: لن نوفر جهدا إلا وسنبذله في سبیل تحصین الموقف اللبناني في مواجهة التحدیات على أنواعها, وآخرها ما قاله لیبرمان عن البلوك رقم 9 الواقع في المیاه الإقلیمیة اللبنانیة, وشدد على أن مثل هذا الكلام یشكل تهديدا مباشرا لحقّ لبنان في ممارسة سیادته الوطنیة على میاهه الإقلیمیة, ویُضاف إلى سلسلة التهديدات والانتهاكات الإسرائیلیة المتكررة للقرار 1701 في الجنوب. بدوره, اعتبر رئیس الحكومة اللبنانیة سعد الحریري ما ورد على لسان لیبرمان عن الغاز اللبناني, استفزازا سافرا وتحدیا یرفضه لبنان. من جانبه حذر رئیس مجلس النواب اللبناني نبیه بري, من خطورة تهديد لیبرمان, وشدد على أن الوضع الراهن یتطلب من اللبنانیین التشبث بالوحدة.
من جانبها كانت الحكومة اللبنانیة, في منتصف كانون أول الماضي, قد أقرّت وفقا للبند المتعلق بالترخیص للتنقیب عن النفط, بموافقتها على منح رخصتین لشركتین روسیة وفرنسیة لاستكشاف وإنتاج النفط في البلوكین رقمي 4( شمال) و9 (جنوب) من أصل 10 بلوكات محددة في البحر المتوسط. وكان لبنان قد أعلن في كانون الثاني 2017, إطلاق أول جولة تراخیص للنفط والغاز، بعدما قرر فتح 5 مناطق بحریة (1 و4 و8 و9 و10( . أمام المستثمرین لتقدیم عروضهم. ویقع لبنان ومعه قبرص وإسرائیل ومصر فوق حقل غاز شرق البحر المتوسط, الذي تم اكتشافه عام 2009. وتقدر حجم الاحتیاطیات البحریة اللبنانیة من الغاز بـ96 تریلیون قدم مكعب, ومن النفط 865 ملیون برمیل, وبدأ لبنان الاهتمام بمسألة النفط والغاز منذ عهد الانتداب الفرنسي (1920-1943), إلا أن النزاعات السیاسیة بین الأطراف اللبنانیة المتنافسة وظروف الحرب الأهلية (1975-1990) وعدم الاستقرار السیاسي حالت دون البدء بعملیة التنقیب وتطویر هذا القطاع المهم. من جانبه تعهد حزب الله بالرد على أية اعتداءات عسكرية على الحقل, جوية كانت أو برية, وأكد أنه سيحمي كافة الحقوق اللبنانية المشروعة في غازه وتفطه.
حقل الغاز رقم 9 هو حقل نفط وغاز طبيعي بحري, يقع على بعد 100 كم من سواحل دولة الكيان الصهيوني على البحر المتوسط, وهو ضمن القوانين الدولية المتعلقة بالمجال البحري للدولة (12) كيلومترا, يقع في المجال البحري اللبناني, فهو يبعد 9 كم فقط عن السواحل اللبنانية. تم كتشف الحقل في يوليو 2013 وتقدر احتياطيات الغاز المؤكدة فيه بـ1.3 تريليون قدم مكعب, وهو أصغر من حقلي تمار ولڤياثان للغاز اللذان جعلا من إسرائيل مصدرا للغاز. الأرقام المقدرة للحقل تصل إلى 12.7 مليون برميل, حسب تصريحات الشركات الدولية. وحسب رويترز فقد قدر تقرير الموارد الذي أجراه مستشارون هولنديون وأميركيون يعملون في شركات لتطوير حقول النفط والغاز, أن احتياطيات الغاز في الحقل تصل إلى 1.8 تريليون قدم مكعب.
تهديد ليبرمان لن يثني لبنان عن استثمار حقه في حقل الغاز رقم 9, والعطاء للشركتين الفرنسية والروسية ما زال ساريا, أما الحرب التي يهدد بها ليبرمان, هو ورئيسه وزملاؤه في عصابة قطاع الطرق الوزارية, فنتحداه ونتحداهم جميعا بمن فيهم قادة الجيش الصهيوني, أن يبدأوها, ونحن نعني ما نقول. على ما يبدو أن هذا السوبر نازي الأهوج لم يطّلع على فيديو هروب قوات جيشه من لبنان عام 2000 في الليل تحت وطأة ضربات المقاومة الوطنية اللبنانية, ولم يقرأ عن عجز دولته السوبر نازية في تحقيق أي هدف لها في عدوانها عام 2006 على لبنان, كما نسي الطلبات المتعددة لدولته المارقة من كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية حينها بوقف إطلاق النار! كما نسي هذا الأهوج مجزرة دباباته في مدينة بنت جبيل اللبنانية, تذكّر أيها المهووس الأحمق.. تذكر.. تذكر.. نذكرك لعل في الذكرى ما ينفعك.