ثاني مسجد بنـزوى .. بُني في القرن الأول الهجري بالجص والأحجار من جبل الحوراء
نـزوى – من سالم بن عبدالله السالمي:
يعد جامع سعال بولاية نـزوى صرحا تاريخيا ومعهدا دينيا وعلميا وثقافيا استقى منه العديد من العلماء والفقهاء الأجلاء وطالبي العلم وخاصة في علوم العقيدة وأصول الفقه والحديث واللغة من نحو وصرف والبلاغة حيث تخرج منه العديد من أولئك الأفاضل ومنهم الشيخ مانع بن صالح بن عبدالله العفيفي الذي كان يجد الناس ينتظرونه أمام المسجد بعد صلاة الفجر ليلبي لهم حاجاتهم المختلفة حسب ما ورد في كتاب نـزوى عبر الأيام معالم وأعلام. وقد بُني هذا الجامع في السنة الثامنة من القرن الأول الهجري في عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي وكان البعض يصلي فيه صلاة الجمعة بدلا من جامع نـزوى سابقا، جامع السلطان قابوس حاليا، وذلك في زمن الإمام الوارث بن كعب الخروصي وهو عامر بالمصلين. وتبلغ المساحة الإجمالية للجامع 400 متر مربع ويرتفع عن الأرض 8 أقدام وبه بئر تستخدم للشرب والوضوء وجدد بناؤه عدة مرات آخرها في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه - حيث قامت وزارة التراث والثقافة بترميم الجامع محتفظة بطرازه المعماري والأثري العريق. وما يميز هذا الجامع أن به برجا دائريا حيث يعتبر القبة الخاصة بالمسجد باعتبار انه لا توجد منارة أو قبة به. وقد كتب في محراب الجامع تاريخ بناء هذا الصرح ليبقى صرحا منيرا جامعا بين رسالة الدين والثقافة والتراث. ويقع هذا الجامع في الجهة الشرقية من سمد نـزوى بمنطقة سعال ويتوسط الجامع الحارة المسماة باسمه حارة الجامع كما أنه بني بالجص والأحجار التي نقلت إليه من جبل يقع بنفس المنطقة جبل الحوراء ليتسع وقتها لأكثر من 600 مصل.وكان أهالي المنطقة يتناولون وجبة الإفطار في هذا الجامع نظراً لحاجتهم وقلة المال وتفرغهم للعبادة حيث كانت تعتمد نفقة تلك الوجبات من الأموال الخاصة بالجامع المسماة (الموقوف). ويعد جامع سعال ثاني مسجد في ولاية نـزوى الذي فرض نفسه بأن تقام فيه العديد من الندوات والمناسبات الدينية وحلقات الذكر والتدريس وتحفيظ القرآن الكريم.