[author image="https://alwatan.com/v2/v2/wp-content/themes/watan/images/opinion/zohair.jpg" alt="" class="avatar photo" height="60" width="60"]زهير ماجد [/author]
أظهر الأميركي ان عقله منغمس في أفعال لاحساب لها برأيه من ردود الفعل .. ليس هو الوحيد المتواجد في المنطقة كي يفعل ما يشاء، هنالك قوى قادرة تملك وسائل قهره بطريقة غير مباشرة، تذهب الى المكان الذي يوجعه فتألمه .. العالم المضاد لأفعال وأحلام أميركا ليس بالهين كما أنه ليس كما عاديا، بل هو صاحب مشروع ورؤية ورؤيا وصاحب ارادة وفهم وعقلانية، يجيد اللعب بمهارة ولديه الأوراق التي تسمح له بذلك.
ظن الاميركي انه عبر " داعش " سوف يضغط على القوى المضادة له ولمشاريعه التآمرية في المنطقة، فاذا به يخر صريع الضربة القاتلة التي توجهها المقاومة في غزة إلى اسرائيل موقع ألمه الشديد.
ليس هنالك ولن يكون صراع شيعي سني، بعد اليوم سيكون هذا المفهوم من الماضي .. والأهم من كل ذلك، اعادة احياء القضية الفلسطينية على قاعدة صراعها مع الصهيونية .. من قلب غزة تولد الحاجة الى اعادة رسم الصورة المنطقية لواقع هذا الصراع وشكله .. والذين ركبوا تيار تمويت القضية بالتقسيط، يتفاجأون اليوم بأنها حية أكثر من أي وقت مضى، وأنها تملك الجرأة والمسؤولية في ان تعيد اللون الحقيقي لها.
مساكين من ركبت في رؤوسهم أحلام توليد تنظيمات سفيهة لاعلاقة لها بالاسلام مع انها تحمل عبارات توحي لها كي تصدق نفسها بأنها إسلامية. انها خلاصة مخابرات عالمية صنعتها السي آي أي وقلدتها القوة كي يتمكن الاميركي وليس " الداعشي " من اعادة ابراز ورقة قوية يظن انها محط تخويف الآخر بها.
لم يكن الأمر كذلك، ليست السياسة بالظنون، ولا حسابات الحقل تتفق مع حسابات البيدر، اذ ثمة اوراق كبرى في يد قوى الممانعة يمكنها ان تغير الخطط الاميركية .. فلا " داعش " قادرة على تغيير ثوابت المنطقة، ولا الاميركي بقادر من خلال " داعش " الضغط من اجل الابتزاز في عدة مواقع.
تبدو غزة اليوم لا تعيد عنفون أمة فقط، أو تسدل الستار على الإعلام الذي ضخم " داعش " حتى جعلها سيدة المنطقة وهي ليست أكثر من ظاهرة صوتية، بل غزة أعادت الاعتبار الى القضية الأم وان فلسطين هي أساسه، وان اية صراعات أخرى هي فبركة تموت في مهدها. بل ان عصر غزة العزة هو المعبر الوحيد للذين يريدون رؤية أحوال المنطقة من خلالها.
نتوقع ردا من الأميركي، لكنه على ما اعتقد محاط بتلك الخيبة التي ولدتها معزوفته النشاز " داعش " والتي حاول أن يصنع منها الورقة التي تعادل جمع الأوراق الأقوى عند الآخرين، فسقط.
السياسة خارج التمني، واذا كان الشرق الاوسط ملعب الولايات المتحدة، فهو ايضا مركز الروح عند القوى الممانعة التي عنوانها سوريا الصامدة التي مازالت مبعث الأمل القومي والعروبي والتحرري .. وفي غزة ايضا الدليل.