كم كره الصحابي الجليل خالد بن الوليد موتا على الفراش وكان يأمله في المعركة، وعندما سمع أصحابه يهللون ويكبرون وهم ماضون إلى القتال وكان يومها في ذروة مرضه عزت عليه الدنيا، تلك الدنيا التي تكنزون فيها المال والجاه، يا بعض العرب الذين ليس لنومكم آخر، أيها المتفرجون على شقيق لم تملوا من رؤية دماء زهراته في غزة العزة التي تعلمكم اليوم كما علمتكم في السابق أنكم نسيتم النخوة.
مخز ومعيب والله صمتكم على الشقيق الغزاوي، فإن لم يكن عليه فعلى زهوره المتفتحة من ابنائه، كأنكم أحببتم مشاهد الغزاويين وهم يحترقون بنار إسرائيل لأنهم يقاتلونها، فعل نكايات دفاعا عن الاسرائيلي الذي ما مللتم صداقته وما تركتم من الحنين له من يسابقكم اليه.
إنها المهزلة على كل حال، لا نكتشف جديدا منكم، فأنتم كنتم كذلك في كل حروب غزة، وفي حروب لبنان، لكن بعضكم زاد من نكاياته بان مول وسلح الارهاب في سوريا، ليزيد عليها تمويلا لهذا الارهاب في العراق، ولاندري مخططاتكم لبقية بلاد العرب.
يا بعض العرب الغافي، نخاطبكم اليوم لنستفز نخوتكم العربية، رغم أن كثيرين من أبناء أمتكم، صاروا متشككين بأن الخطاب معكم غير مجد وهم يضنون أنكم تطالبون تأديب غزة كيلا تكررها مع دولة الصهاينة، عصابات التاريخ الاسود الذين باتوا الأقرب الى المزاج المفتوح عليكم. فهل سمعتم استغاثة من غزة موجهة اليكم؟!.
وعدتم غزة أثر أكثر من عدوان مر عليها أن تقدموا الأموال لاعادة بناء ما هدمه العدوان الصهيوني .. فلم تفوا بالوعد، فيما المليارات تصرف على صفقات سلاح ممنوع عليكم استخدامه ضد عدو أمتكم إسرائيل حتى لو انتخيتم في لحظة وأردتم استخدامه ضد هذا العدو.
غدا يقف العدوان على غزة لكن شعبها سيظل على تأهبه التاريخي ولن يصغي اليكم، الى كلامكم الذي سيقال في مناسبات جمع التبرعات التي ملها لأنها سراب.
يا بعض العرب النائم وذاك الذي يصحو على برامج الترفيه كيلا يسمع صراخ الأهل الغزاويين، لاتدوم الدنيا لمن يظن انها دائمة له، ولا يبقى على حاله الا من خلق رب العباد، وليس من يبتسم سيظل باسما طوال الدهر، بل ليس هنالك من تستقيم له الدنيا طوال عمره، وليس من أمة إلا ويعالجها زمن بغير ما ترغب.
غزة فرصتكم لتعيدوا تقدير الأمر حق قدره وللتوبة من كل تاريخ لم تكونوا فيه الى جانبها او الى جانب المحتاج من الاشقاء اذا كنتم تدعون الأخوة في شهر الرحمة الذي اغلى ما فيه مد اليد الى شقيق يعيش الضيق في أصعب تكويناته،ولا نقصد بمد اليد هنا التصدق بفتات موائدكم، بل باتخاذ موقف يشد أزر الفلسطيني المقاوم ويعزز صموده، فهذا امتحانكم الآن.