أيها الصائمون القائمون:
إن صيام شهر رمضان يربي النفوس المؤمنة على كل خير ، بل ويربِّي المجتمع على طاعة ربِّه ، ولذا أيّها المسلم، في رمضان:
1ـ اهتمّ في حياتك بتربيةِ نفسِك على طاعة الله ، واهتمّ بتربية أولادك على العبادات العظيمة التي لها أثرها في القلوب والنفوس ، ومن تلك العبادات المثمرة :
أ- الصلاة : فلتكن في شهر رمضان محافظاً عليها أشدّ المحافظة ، على الفرائض ثم النوافل كقيام رمضان بل وربِّ نفسك على المحافظة على الصلاة ، لقوله تعالى : ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ على صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [ المعارج : 34 ] .
واعلم أنّك إن أهملت في الصلاة المفروضة فأنت في الصيام أكثر إهمالاً ، مهما ادَّعيت المحافظة عليه ، حافظ على الصلاة بطهارتها ، وخشوعها ، وواجباتها ، وأثرها عليك ، فإنّها تنهى عن الفحشاء والمنكر.
ب- ربِّ أولادك المُمَيِّزين على الصلاة في رمضان وغيره ، وهذه التربية الواجبة ( بأمرهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين ، وبضربهم عليها إذا بلغوا عشر سنين إذا امتنعوا )، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ).) .
ج- رَبِّ أولادك التربية المسنونة على صيام شهر رمضان ، وهذه التربية للأولاد المميزين من الذكور والإناث ، والاجتهاد في أن ينشأ الولد على طاعة الله ، وقد قالت الرُّبيِّع: ( أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ ) رواه الشيخان . وهذا في عاشوراء لمَّا كان واجباً ، قلت : فإننا يُشرع لنا أن نعمل ذلك في رمضان وأن نربي أولادنا على صيامه.
د- وإذا كنت أيّها المسلم لك أولاد مُميِّزون ، ودخل عليكم شهر رمضان ، فاجتهد أن يصوموا رمضان ، واستعدَّ لهم ببعض اللُّعب التي يتسَلّون بها عن الطعام والشراب ( احذر من اللّعب المحرَّمة،
ولْيقُم الأب والأم في البيت بالتعاون على هذه التربية للأولاد ، ومنح الجوائز للأولاد من الذكور والإناث في شهر رمضان، ولتكن الأم عيناً على الأولاد بالمتابعة في البيت حسب الاستطاعة ،وليعلم الوالدان أنّ لتربيتهما أثراً بإذن الله ، وعليهما أن يتوكّلا على الله ، ويلجأ كلُّ واحدٍ منهما إلى ربه ويدعو لأولاده ، وقد قال الله تعالى : ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60] .
هـ- أيها الأب والأم ، اعملا برنامجاً لأولادكما ، بحيث يكون رمضان مُسليّاً ، ومُفيداً ، ومُتناسباً مع أعمار الأبناء والبنات ومستوياتهم ، ومُشوِّقاً لهم ، ومُرغباً في طاعة الله ، ومُقبِّحاً الذنوب والمعاصي ، واعلما أنّكم مسئولون عن الأولاد يوم القيامة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ).
وقال صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ ) .
و- أيها الأب والأم ، ادعوا لأنفسكما ولأولادكما وأنتما صائمان ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : ( ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ دَعْوَةُ الْصَّائِمِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُوم ).
وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث دعوات لا ترد دعوة الوالد ودعوة الصائم ودعوة المسافر )...
ربِّيا أنفسكما على دعاء الله في كل وقت ، وعلى اغتنام أوقات الإجابة. والله الموفق.

إعداد/علي بن عوض الشيباني